الوضع في درنة يفوق قدرات الدولة.. بريطانيا تقدم مساعدات إلى ليبيا
أفاد الناطق باسم الهلال الأحمر الليبي توفيق الشكري بأن الوضع في مدينة درنة متفاقم جدًا والكارثة أكبر من إمكانيات الدولة والمنظمات الإنسانية في ليبيا، لافتًا إلى أن الجميع يعمل بكل ما لديه من قوة، ولكن الأزمة ما زالت مستمرة.
ولا تزال ليبيا تحت وقع الصدمة في أعقاب الفيضانات الكارثية التي خلفها الإعصار دانيال، وأسفر عن آلاف القتلى والمفقودين ودمر مدينة درنة في شرق ليبيا، حيث لا تزال عشرات الجثث على قارعة الطريق ملفوفة ببطانيات.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن ما لا يقل عن 30 ألف شخص يعيشون في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة قد أصبحوا مشردين، ولا يزال عدد الضحايا غير مؤكد بعد مرور العاصفة دانيال الأحد.
وفي حديث لـ"العربي" من مدينة بنغازي الليبية، أضاف الشكري أن فرق الهلال الأحمر الليبي موجودة منذ الساعات الأولى للكارثة التي ضربت المنطقة بشكل عام ومدينة درنة بشكل خاص
وتابع أن متطوعي الهلال الأحمر الليبي يعملون في أكثر من جانب من حيث البحث عن المفقودين وتسجيل البلاغات بالإضافة إلى انتشال الجثث، فضلًا عن العمل الإغاثي، وكذلك تقييم الوضع العام للمدينة والقرى والمدن المجاورة.
وبيّن الشكري أن التنسيق مع المنظمات الإغاثية يتم إما عن طريق الحكومة الليبية، أو عن طريق الهلال الأحمر الليبي بالتواصل مع المنظمات الإنسانية ومنظمات الأمم المتحدة.
مساعدات من 12 دولة
في السياق عينه، أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الأربعاء، تلقي مساعدات إنسانية من 12 دولة لإغاثة متضرري السيول والفيضانات.
وقالت الحكومة عبر منصة "حكومتنا" الرسمية التابعة لها على فيسبوك، إن "12 دولة ترسل مساعدات عاجلة وفرق إغاثة إلى ليبيا لإغاثة متضرري السيول والفيضانات".
وذكرت أن تلك الدول هي "تركيا ومصر والأردن والكويت والإمارات وقطر وتونس والجزائر ومالطا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا".
وأضافت أن المساعدات "شملت قوافل تضم فرق إنقاذ وانتشال الجثث وكلاب أثر مدربة ومستشفيات ميدانية وأطقما طبية وأجهزة دروب واستشعار حراري وفرق غوص وشفط المياه ومواد غذائية ومواد إيواء وسفن وطائرات للمساعدة في عمليات البحث".
ونقلت منصة "حكومتنا" عن مدير إدارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس وزراء حكومة الوحدة الطاهر الباعور، قوله إن "عدد الرحلات الدولية للطوارئ الى ليبيا وصل إلى 23 رحلة في أقل من 24 ساعة".
وأضاف: "لبّت الكثير من الدول احتياج ليبيا لفرق الإنقاذ وأعطينا تعليماتنا بكل المنافذ بالسماح للفرق الدولية بالدخول وتقديم يد العون".
وأردف الباعور: "نتوقع وصول الفريق الفلسطيني لتقديم يد العون في عمليات الإنقاذ والبحث في المناطق المنكوبة".
بريطانيا تقدم حزمة مساعدات إلى ليبيا
من جهتها، أعلنت الحكومة البريطانية اليوم الأربعاء عن حزمة مساعدات أولية تصل قيمتها إلى مليون جنيه إسترليني (1.25 مليون دولار) لتلبية الاحتياجات الفورية للمتضررين من الفيضانات الكارثية في مدينة درنة الليبية.
وقالت بريطانيا إنها تعمل مع شركاء على الأرض لتحديد الاحتياجات الأساسية الأكثر إلحاحًا، بما في ذلك المأوى والرعاية الصحية والصرف الصحي.
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي: "سنواصل التنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة والسلطات الليبية بشأن الدعم الإضافي الذي قد يكون مطلوبًا".
وفي إطار آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، أعلنت المفوضية الأوروبية الأربعاء إرسال مساعدات من ألمانيا ورومانيا وفنلندا إلى درنة.
وصرف الاتحاد الأوروبي أيضًا مبلغًا أوليًا بقيمة 500 ألف يورو لتلبية الحاجات الأكثر إلحاحًا لليبيين.
من جانبها، قالت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية: إن "الأردن أرسل طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية"، كما أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية الأربعاء إبحار سفينة وإقلاع طائرتين عسكريتين لنقل الخبراء والمعدات اللوجستية الأساسية.
من جهته، وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأربعاء بإقامة معسكرات إيواء بالمنطقة الغربية العسكرية للمتضررين من "أشقائنا" الليبيين الذين فقدوا ديارهم، وفق وسائل إعلام حكومية.
وشدد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة على أنه "نظرًا لحجم الحاجات وتعقيدها من الضروري اعتماد نهج منسق بإحكام تشارك فيه عدة وكالات لتقديم مساعدة سريعة وفعالة للمتضررين".
كما أقلعت بعد ظهر الأربعاء طائرة فرنسية تقل نحو أربعين مسعفًا، وعدة أطنان من المعدات الصحية منها مستشفى ميداني، متوجهة إلى ليبيا لمساعدة المتضررين من الفيضانات المدمرة.
ومساء الثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية القطرية، أن طائرة على متنها مستشفى ميداني وحزمة مساعدات طبية في طريقها إلى ليبيا.