يعوّل اليمنيون على المبادرة العُمانية لإنهاء الحرب الدائرة في بلادهم منذ أكثر من ست سنوات، ووضع حد لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، بحسب تصنيف الأمم المتحدة، التي لم ينجح مبعوثها مارتن غريفيث بإرساء قواعد السلام بين جماعة الحوثي والحكومة اليمنية المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي، رغم جولات التفاوض المتعددة.
وفي إطار المبادرة العُمانية الرامية إلى إقناع جماعة الحوثي بالتعاون مع الخطة الأممية لوقف إطلاق النار، وبعد لقاءات جمعت وفد الوساطة العماني بزعيم جماعة الحوثي وعدد من المسؤولين الحوثيين، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي وصل إلى السعودية أمس الأربعاء لإجراء محادثات.
وتربط الرياض والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية رفع الحصار بالتوصل إلى اتفاق هدنة، وهو شرط يرفضه الحوثيون ويطالبون بفصل الملفين الإنساني والعسكري وإعطاء الأولوية للملف الإنساني.
التحالف أعلن وقف الهجمات
وفي تطور لافت في الميدان، الذي شهد تصعيدًا بالتزامن مع زيارة الوفد العماني قبل يومين، أعلن التحالف السعودي الإماراتي الذي يقاتل جماعة الحوثي في اليمن اليوم الخميس أنّه توقف عن شن هجمات قرب صنعاء ومدن يمنية أخرى لأنه يريد وضع أرضية سياسية للتوصل لتسوية سلمية في اليمن، وذلك بحسب تصريح المتحدث باسم التحالف.
وأدلى المتحدث بهذا التصريح بعد تقارير إخبارية عن هجوم على موقع تابع للحوثيين المتحالفين مع إيران قرب العاصمة اليمنية صنعاء.
ونفى المتحدث باسم التحالف تركي المالكي هذه التقارير، وأكّد أن التحالف لم ينفذ أي عملية عسكرية في محيط صنعاء أو أي مدينة يمنية أخرى في الفترة الماضية بهدف إعداد أرضية سياسية لعملية السلام.
الحوثيون باشروا تجديد مطار صنعاء
من جهة أخرى، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين في قطاع الطيران أن الإدارة التابعة للحوثيين الذين يسيطرون على معظم شمال اليمن بدأت أعمال تجديد في مطار صنعاء في إطار استعدادها لاحتمال معاودة فتحه في إطار جهود سلام تقودها الأمم المتحدة.
ويتحكم التحالف السعودي الإماراتي في المجال الجوي اليمني منذ عام 2015 عندما تدخل لقتال الحوثيين المتحالفين مع إيران بعد أن أجبروا الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا على الخروج من العاصمة صنعاء.
وقال المصدران: "إن أعمال بناء بدأت في بعض أجزاء المطار المغلق منذ 2015 باستثناء استقباله لطائرات الأمم المتحدة".
واستهدف التحالف المطار عشرات المرّات بضربات جوية شنّها على مدى السنوات الست الماضية. ويقول التحالف: إن المنشأة استُخدمت لتهريب الأسلحة وهو ما ينفيه الحوثيون.
وقال مدير مطار صنعاء خالد الشايف في تغريدة على "تويتر" أمس الأربعاء: "التقينا صباح اليوم في المطار بالقائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية.. لمناقشة جاهزية المرافق والمعدات وهناجر الصيانة الخاصة بالطائرات". وأضاف في تغريدة أخرى أنه التقى بمدير عام شركة النفط اليمنية لمناقشة "جاهزية إدارة تموين الطائرات".
ودعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى رفع القيود عن الموانئ التي تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي ومطار صنعاء لتخفيف الأزمة الإنسانية المحتدمة في البلاد، وتضغطان كذلك على الحوثيين للموافقة على وقف لإطلاق النار في عموم البلاد.
كما فرض التحالف قيودًا على دخول ميناء الحُدَيدة، وهو نقطة الدخول الرئيسية لواردات اليمن التجارية وللمساعدات الإنسانية.