الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

انبعاثات الكربون في مستويات قياسية.. أزمة الطاقة تعزز استخدام الفحم

انبعاثات الكربون في مستويات قياسية.. أزمة الطاقة تعزز استخدام الفحم

شارك القصة

فقرة تناقش تداعيات أزمة الطاقة على المناخ (الصورة: رويترز)
ارتفعت انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة العالمية بنسبة 0.9% حيث كان استخدام أوروبا للفحم الأعلى العام الماضي.

أعلنت وكالة الطاقة الدولية أن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة العالمية سجّلت مستوى قياسيًا العام الماضي، إذ ارتفعت بنسبة 0.9% رغم أن المزيد من التكنولوجيا النظيفة ساعد في الحد من تأثير زيادة استخدام الفحم والنفط. 

وأضافت وكالة الطاقة أن استخدام أوروبا للفحم كان الأعلى العام الماضي. وبحسب علماء، فإن هناك حاجة إلى تطبيق تخفيضات كبيرة في الانبعاثات خاصة تلك الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري خلال السنوات المقبلة من أجل تحقيق أهداف الحد من الارتفاع العالمي في درجات الحرارة ووقف التغيّر الجامح في المناخ. 

ردّة مناخية

ويشير رئيس اتحاد الجمعيات البيئية عمر الشوشان إلى أن المسألة لم تعد فقط في عدم الاتزام لكنها أيضًا تتمثل بعدم الجديّة في التعامل مع الملف المناخي على المستوى العالمي. ويقول في حديث إلى "العربي" من عمان: "خلال السنوات الثلاث الماضية شهدنا ردّة مناخية بمعنى العودة لاستخدام الفحم الحجري خاصة في الكتلة الأوروبية التي كانت الأهم في العمل المناخي في السنوات السابقة". 

ويشرح الشوشان أنه نتيجة الأزمة الأوكرانية أصبح هناك حاجة ماسة لاستخدام الوقود الأحفوري للتزود بالطاقة، لافتًا إلى أن المسألة آخذة في التعقيد وهناك ارتفاعات غير مسبوقة لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي وخاصة في الطبقات العليا وهو ما ذكرته منظمة الأرصاد العالمية في أكثر من مرة وتحذر كثير من وكالات المناخ من الارتفاعات غير المسبوقة بمستويات ثاني أوكسيد الكربون.  

إدمان الوقود الأحفوري

ويعتبر الشوشان أننا نفقد مساحة زمنية مهمة خاصة ومع الاقتراب من مهلة الهدف العالمي وهو عام 2030 دون أن يكون هناك مشاريع كبرى وضخمة في الطاقة المتجددة. ويضيف: "واضح جدًا أن العالم ما زال مدمنًا بشكل شديد على استخدام الوقود الأحفوري، ما يؤشر إلى كوارث مناخية قادمة"، متحدثًا عن موجات حر شديدة في الصيف وعن فيضانات وحرائق في كثير من بلدان العالم. 

ويؤكد رئيس اتحاد الجمعيات البيئية أن العالم لا يملك ترف الوقت للتفكير في مشاريع الطاقة المتجددة في ظل أزمة حقيقية، حيث تريد الولايات المتحدة دعم قطاع النفط لأنه عمود رئيسي في الاقتصاد الأميركي.

ضربات موجعة للجهود المناخية

كما يعتبر أن مسيرة العمل المناخي تلقت عددًا من الضربات الموجعة منذ انطلاقتها منها انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من اتفاق باريس للمناخ، إضافة إلى تأثير انقطاع سلاسل التوريد على قطاع الطاقة المتجددة والأزمة الأوكرانية التي كانت الشعرة التي قسمت ظهر البعير وأدت إلى حالة من عدم الاستقرار في سوق الطاقة العالمي ولم تعد الدول قادرة على الإيفاء بالتزاماتها المناخية. 

ويلفت الشوشان إلى أن جميع التقارير تؤكد أنه لا يوجد أي أمل حقيقي بالالتزام بالهدف الرئيسي بشأن خفض الحرارة الذي وضع في اتفاق باريس.

كما يحذّر من ذوبان الجليد الذي يؤدي لارتفاع مستويات مياه البحار ما يهدد عددًا كبيرًا من المدن بالغرق، معتبرًا أنها مسألة تهدد الوجود البشري. ويرى أن العالم على أبواب الركود الاقتصادي لا يملك الكثير من الخيارات في الفطام عن الوقود الأحفوري والنفط تحديدًا. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close