مع فشل التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة باليمن بين الأطراف المتحاربة هناك، أبدت الولايات المتحدة "قلقها العميق" لعدم تمديدها، كما أبدت تركيا أسفها كذلك.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الإثنين، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق من انتهاء الهدنة في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، من دون أن تتوصل الأطراف إلى اتفاق لتمديدها.
وأضافت الوزارة في بيان، أن واشنطن، ترحب بدعم الحكومة اليمنية لاقتراح الهدنة الموسع الذي قدمته الأمم المتحدة، وحثت الحوثيين على مواصلة المفاوضات "بحسن نية".
وقدم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ مقترحًا في الأول من الشهر الجاري لتمديد الهدنة لمدة ستة أشهر بين جماعة الحوثي من جهة والحكومة اليمنية وقوات التحالف من جهة أخرى، بعد أن جرى تمديدها مرتين، مع إضافة عناصر جديدة حيث تضمّن المقترح دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية وفتح طرق محددة في تعز ومناطق أخرى، وإطلاق عملية سياسية شاملة بعد تثبيت وقف إطلاق النار.
وكذلك شمل المقترح زيادة حركة البضائع والأشخاص في الدولة، في وقت يعتمد فيه 80% من السكان البالغ عددهم 30 مليون نسمة تقريبًا على المساعدات، في وقت أسفرت فيه سبع سنوات من الحرب عن مقتل عشرات الآلاف، وتدمير اقتصاد البلاد، وترك الملايين فريسة للجوع.
وأضافت الخارجية الأميركية، أن خطاب الحوثي الذي يهدّد شركات الشحن والنفط التجارية العاملة في المنطقة غير مقبول.
تركيا تعرب عن أسفها
في غضون ذلك، أعربت تركيا عن أسفها لعدم خروج جهود تمديد الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 2 أبريل/ نيسان الماضي، بنتائج هذه المرة، داعية إلى إيجاد حل سلمي.
وقال الخارجية التركية في بيان: "ندعو الأطراف في اليمن إلى السعي من أجل تنفيذ وقف إطلاق النار مجددًا، وتقديم دعم بناء للمحادثات التي تقودها الأمم المتحدة، وإيجاد حل سلمي للمسألة من خلال الحوار، وفي إطار الشرعية الدستورية، على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمعايير الدولية المحددة.
وأكد البيان أن تركيا ستواصل دعم جهود الحل في إطار الأمم المتحدة.
والأحد، أعلن المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، في بيان أصدره عقب اجتماع بالعاصمة صنعاء، رفضه لمقترح أممي بشأن تمديد الهدنة، لأنه "لا يرقى لمطالب اليمنيين" بحسب وصفه.
من جهتها، أعلنت الحكومة اليمنية، السبت، على لسان مصدر مسؤول، أنها "ستتعاطى بإيجابية مع مقترح أممي لتمديد الهدنة".
ويشهد اليمن، منذ أكثر من 7 سنوات، حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
ومن شأن الإخفاق في تجديد اتفاق الهدنة، أن يبدد آمال بعض اليمنيين في اتفاق أوسع من شأنه تخفيف المشاكل الاقتصادية وإطالة أمد الهدوء النسبي.
لكن المبعوث الأممي، أكد يوم الأحد الماضي، أنه سيواصل الضغط من أجل اتفاق موسع وممتد.
يذكر أن الهدنة التي جددت مرتين، تخللتها شكاوى من الحوثيين والحكومة الشرعية، تتعلق بتنفيذها، إلا أنها رغم ذلك، سمحت بدخول بعض سفن الوقود إلى ميناء الحديدة وبعض الرحلات الجوية التجارية من صنعاء، وكلاهما تحت سيطرة الحوثيين المدعومين مع إيران.
وتبادل الطرفان، الأحد الماضي، الاتهامات بعرقلة جهود السلام. وألقت الحكومة المدعومة من السعودية باللوم على الحوثيين، الذين يمثلون الحكام الفعليين في الشمال، في رفض الاتفاق.
وحثت الولايات المتحدة الحوثيين على مواصلة المفاوضات "بحسن نية" والعمل مع الأمم المتحدة على اتفاق هدنة ممتد.