انهيار القطاع الطبي.. شبح الأوبئة والأمراض يخيم على غزة

أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أنّ الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة كسرت كل المحدّدات الصحية والاجتماعية بحيث أصبحت بيئة حاضنة للأوبئة والأمراض المعدية، ومنها ما هو جديد على القطاع.

وأشار القدرة في حديث إلى "التلفزيون العربي" من لوسيل، إلى وجود ما يزيد عن نصف مليون طن من النفايات المكدّسة بين خيام النازحين، مع غياب أنظمة الصرف الصحي في مناطق النزوح، والمياه النظيفة للاستخدام الشخصي، ومياه الشرب، ناهيك عن سوء التغذية خاصة عند الأطفال والنساء الحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة.

وتحدّث عن إصابة أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني بأمراض معدية، بينهم 72 ألف مريض بالتهاب الكبد الوبائي من نوع إيه، و350 ألف مصاب بأمراض أخرى، منهم أكثر من 1100 مريض بالفشل الكلوي.

وأشار إلى وجود أكثر من 60 ألف سيدة حامل، و700 ألف طفل يحتاجون إلى العلاج والغذاء.

استهداف ممنهج

وهكذا، في ظل انهيار القطاع الطبي في قطاع غزة، لم يعد شلل الأطفال وحده يُهدّد الأطفال والسكان جميعًا، بل ثمة أوبئة وأمراض أخرى تُهدّد حياة الفلسطينيين.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أبرز هذه الأمراض هي: الإسهال والتهاب الكبد الوبائي ومتلازمة اليرقان الحاد والهزال، فضلًا عن المعاناة الكبيرة التي يُكابدها المصابون بالأمراض الأخرى مثل السرطان والفشل الكلوي.

وكل ذلك، ناتج عن استهداف الاحتلال الممنهج للقطاع الصحي في القطاع عبر القصف وارتكاب المجازر والحصار، بالإضافة إلى منع إدخال الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية.

وقال القدرة إنّ الاحتلال استهدف 155 مؤسسة صحية في القطاع، خرج منها 33 مستشفى عن العمل، و64 مركز رعاية أولية، مضيفًا أنّ الاحتلال يُريد أن ينسف كل الجهود لاستمرار العمل في القطاع الصحي سواء في شمال القطاع أو جنوبه.

استهداف القطاع الطبي في الضفة

وخلال عمليته العسكرية في شمال الضفة الغربية خلال الأيام القليلة الماضية، استنسخ الاحتلال تجربة استهداف القطاع الطبي في طولكرم وطوباس وجنين. فعمد الجنود الإسرائيليون إلى حصار المستشفيات وعزلها وإخراجها عن الخدمة عبر إغلاقها بالسواتر الترابية والآليات العسكرية.

كما منعوا وصول سيارات الإسعاف والكوادر الطبية إليها، واحتجزوا مسعفين.

وتمثّلت أولى نتائج استهداف القطاع الطبي في الضفة الغربية، في توقّف العمل في وحدة غسل الكلى بمستشفى جنين الحكومي جراء تخريب قوات الاحتلال خطوط الكهرباء والمياه، ومنعها من إيصال صهاريج المياه والوقود.

واعتبرت منظمة "أطباء بلا حدود" أنّ توغّل جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين "مفزع للغاية"، مشيرة إلى أنّ قواته تُعرقل الوصول إلى المرافق الصحية.