انهيار بنك "وادي السيليكون" الأميركي.. هل يتكرر سيناريو أزمة 2008؟
أدى انهيار بنك "وادي السيليكون" الأميركي إلى إدخال الأسهم الغربية في موجة بيع واسعة النطاق، وسط مخاوف من امتداد أثره السلبي إلى القطاع المصرفي داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وتعرّض البنك الذي يركّز أعماله على قطاع التكنولوجيا لخسائر تقدّر 1.8 مليار دولار، مما جعل مؤسسة التأمين الأميركية تسيطر على ودائعه لتمكين أصحابها من الوصول إليها قبل يوم الإثنين. كما قرّرت إدارة الحماية المالية الابتكار في كاليفورنيا، إغلاق البنك مع توليها مسؤولية الأعمال.
وأعلن مصرف "وادي السيليكون" عن عدم قدرته على الصمود، طالبًا سيولة إضافية لمواجهة خسائره، وهو ما فاجأ الأسواق المالية لتهوي أمس الجمعة أسهم بنوك "دوتش" الألماني و"كرديت سويس" السويسري و"سوسيتيه جنرال" الفرنسي، فضلًا عن معظم نظيراتها الأميركية.
إلى ذلك، أعربت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين لمجلس النواب عن قلقها من تعثر بنك "وادي السيلكون"، مؤكدة متابعتها للموقف.
هل يتكرر سيناريو 2008؟
وأكد محرر الشؤون الاقتصادية في تلفزيون "العربي" علي القيسية أن أكثر ما تخشاه السلطات الرقابية هو تكرار سيناريو إفلاس بنك "ليمان برازرز" الأميركي، لأنه كان يصنّف بأعلى درجات التصنيف من قبل وكالة "موديز" وغيرها، لكنه سقط فجأة ما أثّر على مختلف المعاملات والمشتقات المالية التي يجري التعامل فيها في الولايات المتحدة.
وعند الحديث عن انهيار المصارف، تعود الذاكرة إلى أسواق عام 2008 حين أدى إفلاس بنك "ليمان برازرز" إلى موجة تعثر طالت القطاع المالي الغربي بأكمله، وهو ما تخشى الأسواق تكراره في حالة بنك "وادي السيليكون".
وقال القيسية في حديث إلى "العربي" من قطر: إن واشنطن حاولت منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا كبح جماح التضخم، حيث استعانت ببعض الأدوات النقدية التقليدية من بينها رفع معدلات الفائدة بشكل متواتر، ما أدى إلى تعثّر الكثير من المؤسسات المصرفية.
وأشار إلى أن الجهات الرقابية وضعت يدها على المصرف الأميركي حتى تضمن أموال المودعين وتقطع الشك باليقين بأن أموال المودعين في بقية البنوك الأميركية تحت السيطرة، كما أن بنك الاحتياطي الفدرالي ووزارة الخزانة الأميركية تتابع المؤشرات المالية بهذا الخصوص.