مع تفاقم التدهور الاقتصادي في لبنان وفي ظل الانهيار المتسارع لليرة أمام الدولار على نحو غير مسبوق، أقدم مواطنون غاضبون على تحطيم واجهات عدد من المصارف في العاصمة اللبنانية بيروت وأشعلوا الإطارات عند مداخلها احتجاجًا على القيود المفروضة على عمليات سحب ودائعهم.
ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام السماح بتسعير السلع في السوبرماركت بالدولار مع اعتماد سعر سوق الصرف، مبررًا ذلك بحماية المستهلك وضبط الأسعار.
إحراق الإطارات وتحطيم واجهات بعض البنوك في العاصمة اللبنانية #بيروت احتجاجاً على القيود المفروضة على عمليات سحب أموال المودعين #لبنان @AnaAlarabytv pic.twitter.com/x6hTiidndH
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 16, 2023
وقال الخبير الاقتصادي، د. محمد موسى: إن المتاجر وصلت إلى حائط مسدود بعد قرار الوزير، بعدما كانت تلعب لعبة "قفز الأسعار".
واعتبر موسى في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن الدولرة الشاملة باتت أمرًا متداولاً في البلاد، حيث تطالب قطاعات عدة بدولرة سلعها أبرزها محطات البنزين، مشيرًا إلى أن هذا يعني "استمرار الأزمة الاقتصادية"، وأضاف: "نحن أمام زلزال الدولار".
ورجّح أن تتفاقم الأزمة في لبنان بسبب "سعر صفيحة البنزين" التي مردّها بالتالي إلى سعر الصرف، خاصة أن المحروقات هي الشريان الحيوي لقطاعات عدة مثل المخابز والنقل والمصانع.
وأكد موسى أن البلاد باتت أمام المؤشرات الأولى لثورة اجتماعية حقيقية قادمة لا محالة، مضيفًا: "لا أحد يستطيع أن يقف أمام شبح الجوع الذي يضرب الجميع".
وشدد الخبير الاقتصادي على أن العالم يناشد لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية والمضي بالإصلاحات، حفاظًا على اقتصاده وبالتالي عدم الوصول إلى الفوضى.
أسباب الانهيار والتصعيد الشعبي
وفي تصريح لـ "العربي"، عدّد الصحافي عماد الشدياق من موقع "أساس ميديا"، أسباب ارتفاع صرف الدولار حاليًا أبرزها شراء مصرف لبنان للدولار من السوق بدلًا من بيعه، كما هناك شكوك حول شراء المصارف للدولار من الأسواق، إضافة إلى مضاربة الصرافين غير الشرعيين على العملة الوطنية عبر التطبيقات.
أما الصحافية في جريدة "المدن"، فرح منصور، فرأت أن هناك محاولات لدولرة الاقتصاد اللبناني منذ أشهر، وقد بدأت الوزارات بالإعلان عن ذلك مؤخرًا، بينما المتضرر الوحيد من هذه الخطوة هو الشعب لا سيما أن الكثير من المواطنين يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية.
من جانبه، أشار الصحافي فارس أحمد إلى أن التصعيد الشعبي مرهون بالشعب اللبناني نفسه، لأن الاحتجاجات الشعبية السابقة لم تستمر خصوصًا أن معظم المحتجين كانوا أنصار أحزاب مختلفة، وبالتالي فإن كل حزب يستطيع تحريك القاعدة الشعبية الخاصة به.