بعد طول انتظار، خرج بيان الديوان الملكي الأردني الإثنين ليشير إلى أن الملك عبدالله الثاني أوكل مسار التعامل مع ملف أخيه للأمير الحسن، الذي تواصل مع الأمير حمزة، فأكد الأخير التزامه بنهج الأسرة الهاشمية.
وتأتي هذه الخطوة بعد تأكيد نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي، أن التعامل مع ملف الأمير حمزة سيتم في إطار العائلة الهاشمية.
الباب فُتح للتفاهم
تعليقًا على مجريات الأحداث، يشير جواد العناني، نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، إلى أن توكيل الأمير الحسن "يعني أن القرار حسم لصالح حل الأزمة داخل الأسرة الهاشمية"، لافتًا إلى وجود قانون ينص على أن مشكلات كهذه تحسم داخل الأسرة الهاشمية.
ويعرب عن اعتقاده بأن البيان الذي صدر عن الديوان الملكي؛ لناحية إحالة الملك عبدالله الثاني الملف إلى الأمير الحسن، واتصال الأمير الحسن بدوره بالأمير حمزة الذي أعلن التزامه التقاليد الهاشمية "صيغ بعناية شديدة، وفتح الباب على مصراعيه من أجل التفاهم حول هذه القضية وطيّها".
ويرى أن "هذا الخبر قد يحسم كثيرًا من الأزمة ويفتح الأبواب على تقسيم جديد للأدوار في المستقبل".
الخطوة لم تتأخر
بدوره، النائب في البرلمان الأردني عمر عياصرة الذي لا يعتبر أن هذه الخطوة جاءت متأخرة، يذكر بقول الصفدي إن الملك عبدالله تحدث مع الأمير حمزة، ليشير إلى أن ذلك يعني أن "الاحتواء الناعم سبق المؤتمر، لكن يبدو أن المحاولة فشلت كما أشار الصفدي".
ثم يتحدث عن انتقال من مرحلة الاحتواء الناعم الأول إلى مرحلة الخشونة، وفيها الاعتقالات وتحويل القضية إلى القضاء وعقد المؤتمر الصحفي، لتأتي الآن المرحلة الثالثة حيث إعادة الاحتواء الناعم بعد الخشن؛ وفيها تدخل الأمير الحسن وهو كبير العائلة وولي عهد سابق، الذي وكله الملك بهذه المهمة "لاحتوائها على المستوى العائلي وكذلك على مستوى إعادة الانضباط في أفق العلاقة الدستورية بين الأمير والملك".
اصطفاف بين الأخوين
من ناحيتها، تجد الصحافية لميس أندوني أن الخطوة جاءت متأخرة قليلًا، لناحية الضرر الذي حدث في المجتمع الأردني، متحدثة عن وجود اصطفافات بين الأخوين.
وتأمل أن يتمكن الأمير الحسن من احتواء المسألة منعًا لتداعياتها الكبيرة على المجتمع الأردني، معتبرة أن "من غير المعقول أن ينقسم الأردنيون بين مؤيدين لأخ ضد أخيه".
وإذ تستبعد أن يكون الأمير حمزة قد تعاون مع جهات خارجية في ظل مؤامرة، تقول: "لو كانت هناك أي أدلة أو شك حقيقي بأن أخا الملك لديه نوايا بالعمل ضده مع جهة خارجية لكان الوضع مختلف تمامًا".
وترى في لجوء الملك عبدالله إلى كبير العائلة "دليل على أنه ما يزال هناك صدق نوايا أو أن هناك ثقة في النوايا، وهذا الأهم".