تعد ملاجئ إنكلترا الكبيرة تحت الأرض من بقايا مآسي الحرب العالمية الثانية، لكن شركة بريطانية أعادت تشكيل أحد تلك الملاجئ لاستخدامات جديدة. فقد حوّلت شركة" غرونغ أندرغراوند" ومقرها لندن أحد الملاجئ إلى مزرعة مائية تنتج الخضروات العضوية، بحسب موقع "ذا كوول داون".
الزراعة المائية
والزراعة المائية هي تقنية لزراعة النباتات بدون استخدام التربة. ويضع المزارع البذور في بيئة رطبة مثل الرمل أو الحصى، أو في حالة النمو تحت الأرض، يتم صنع الحصير من ألياف السجاد المعاد تدويرها. هذا يعني أن النباتات يمكن أن تنمو في أي مكان، بما في ذلك في الداخل تحت إضاءة خاصة تحل محل ضوء الشمس.
وتعد هذه ظروفا مثالية لنمو الخضر الصغيرة مثل البازلاء والكزبرة وعباد الشمس التي لا تحتاج إلى مساحة كبيرة أو العديد من العناصر الغذائية الإضافية لتنمو.
وسيتمكن سكان مدينة لندن من الوصول إلى المنتجات العضوية الطازجة في يوم حصادها. فإعادة استخدام المياه، وتجنب المبيدات الحشرية، وحتى اختيار العبوات القابلة لإعادة التدوير تجعل هذا المشروع نظيفًا وغير ملوث بالمقارنة مع العديد من المزارع التجارية الكبيرة التي قد تفرط في استخدام المعالجات الكيميائية لمصانعها.
الزراعة المائية في اليمن
وفيما لجأت هذه الشركة البريطانية للزراعة المائية لإنتاج الخضروات العضوية، لجأ المزارعون في اليمن لهذه التقنية بسبب الجفاف الحاصل جراء تغيّر المناخ، حيث يصعب التعويل على الأمطار.
وتوقع أحد التقارير الحديثة ارتفاع درجة الحرارة أسرع مرتين تقريبًا من المتوسط العالمي بما يصل إلى 5 درجات مئوية أو أكثر بحلول نهاية القرن في منطقة شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط.
وكان الباحث الزراعي وجيه المتوكل قد أوضح في حديث سابق إلى "العربي" من صنعاء، أن الزراعة المائية ظهرت في اليمن لأول مرة عام 2013، ثم انتشرت في أوساط المزارعين على نطاق واسع.
وشرح المتوكل أن الزراعة المائية توفر استخدام المياه بنسبة تصل إلى 75%، ولا تحتاج إلى تربة خصبة.
وتتيح هذه التقنية إمكانية زراعة كل أنواع الخضروات وفي أي مكان على سطح المنزل أو الشرفة لسهولة استخدامها.