بسبب تصريحات بشأن "المحرقة".. روسيا تعتزم استدعاء سفيرة إسرائيل
أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم الإثنين، عزمها استدعاء سفيرة إسرائيل لدى موسكو سيمون هالبرين، على خلفية تصريحات "غير مقبولة" بشأن المحرقة اليهودية.
ونقلت وكالة "تاس" المحلية عن الخارجية الروسية أنها ستستدعي هالبرين إلى مقر الوزارة، من دون تحديد زمن معين.
وفي مقابلة مع صحيفة "كوميرسانت" الروسية، نشرت الأحد، قالت السفيرة: "مع الأسف، فإن اليوم العالمي لإحياء ذكرى الهولوكوست (المحرقة في 27 يناير/ كانون الثاني من كل عام) ليس يومًا رسميًا في تقويم الدولة الروسية، وسأتحدث عن ذلك مع زملائي الروس".
وأضافت هالبرين: "لا أفهم لماذا يقلل وزير الخارجية سيرغي لافروف من أهمية هذا الحدث الوحشي"، حسب تعبيرها.
وفي 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بتسمية يوم 27 يناير من كل عام ذكرى للمحرقة النازية التي ارتكبت ضد اليهود إبان الحرب العالمية الثانية (1939ـ 1945).
موسكو تعتزم استدعاء سفيرة إسرائيل
وتعليقًا على تصريحات السفيرة، قالت الخارجية الروسية: "فيما يتعلق بالتصريحات العلنية غير المقبولة للسفيرة الإسرائيلية وتشويه نهج السياسة الخارجية الروسية والحقائق التاريخية، سيتم استدعاء هالبرين إلى الوزارة".
وقالت الوزارة: إن "التفكير في الحاجة إلى التغيير في تقويم الدولة الروسية، يعد تدخلًا في الشؤون الداخلية" لروسيا.
وأشارت إلى أن تصريحات السفيرة "تمثل بداية غير ناجحة للغاية لمهمة دبلوماسية ينبغي أن تهدف إلى تطوير العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح شعبي البلدين".
توجيه انتقادات إلى القيادة الروسية
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي" من موسكو سعد خلف، بأن السفيرة الإسرائيلية وجهت في الحوار التي أجرته مع صحيفة "كوميرسانت" عددًا من الانتقادات اللاذعة إلى القيادة الروسية ولوزارة الخارجية ووزيرها سيرغي لافروف.
وفيما أوضح أن السفيرة هالبرين باشرت عملها في العاصمة الروسية موسكو في يناير، أشار مراسلنا إلى أن هذا هو الحوار الأول الكبير لها مع وسائل الإعلام الروسية وقد انتقدت فيه القيادة الروسية في سياستها الخارجية، واتهمتها بأنها لا تفهم ما يجري من أحداث في الشرق الأوسط، وبسبب موقفها من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأضاف مراسلنا أن السفيرة الإسرائيلية انتقدت الموقف الروسي، وقالت إن القيادة الروسية لا تفهم ما حدث في غزة أو ما حدث من حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وانتقدت أيضًا عدم قيام موسكو بضم حركة حماس إلى قائمة المنظمات الإرهابية.
وأضاف مراسل "العربي"، أن السفيرة قالت إنها لا تفهم موقف وزير الخارجية الروسية وسبب تقليله من مسألة الهولوكوست، وهي أن وزير الخارجية يصرح دائمًا بأن إسرائيل تقول إن الهولوكوست كان محرقة لليهود، وينسى الجانب الإسرائيلي أن هناك ما يزيد عن 25 ألف مليون مواطن سوفيتي قتلوا بسبب الغزو النازي.
وتابع أن السفيرة انتقدت أيضًا القيادة الروسية بسبب استقبالها لحركة حماس أكثر من مرة، وقالت إن الحركة يفتح لها الأبواب، ويفرش لها السجاد الأحمر في موسكو وتستقبل بالأحضان.