أعلنت منظمة "سايف ذي تشيلدرن" اليوم الثلاثاء، أن الأطفال في العالم فوّتوا أكثر من ثلث أيام التعليم المئة والتسعين في السنة الدراسية العادية، بسبب جائحة كوفيد19.
وحثّت المنظمة، ومقرها في لندن، الحكومات والأطراف المانحة على التحرك سريعًا للحيلولة دون حدوث "تبعات لا يمكن الرجوع عنها" على حياة ملايين الأطفال الذين قد لا يعودون أبدًا إلى المدرسة.
وحللت المنظمة بيانات جمعتها خصوصًا منظمتا "اليونسكو" و"يونيسف".
وأظهرت الأرقام أن الأطفال خسروا 74 يومًا من التعليم بشكل وسطي، بسبب إغلاق المدارس جراء الأزمة الصحية العالمية وعدم حصولهم على التعليم عن بعد.
سنخسر الحرب إذا لم نضمن العودة
وبالإستناد إلى أرقام وبيانات منظمتي الأمم المتحدة ومركز "سنتر فور غلوبال ديفلبمنت" في الولايات المتحدة، فقد احتسبت المنظمة الإنسانية أنه تم تفويت 112 مليار يوم دراسي بالإجمال، وقد تأثر بذلك أفقر الفقراء خصوصًا.
وأضافت أن أطفال أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي وجنوب آسيا فوتوا ثلاث مرات أكثر من التلاميذ في أوروبا الغربية.
One year on from the start of the #COVID19 pandemic, and children have lost on average 74 days at school. They have huge dreams and we need to help them achieve them. We must #SaveOurEducation. Read: https://t.co/Y4LCQhswBW
— Save the Children (@SaveChildrenLEB) March 2, 2021
وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة إنغر آشينغ "بعد عام تقريبًا على إعلان الجائحة العالمية لا يزال مئات ملايين الأطفال خارج المدرسة".
ورأت أن "العام 2021 يجب أن يكون سنة الحيلولة دون أن يدفع الأطفال ثمن هذه الجائحة".
وتابعت "سنخسر الحرب على الجائحة في حال لم نضمن عودة الأطفال إلى المدرسة بأمان، مع حصولهم على الخدمات الصحية وما يكفي من طعام وحماية".
خطة تحفيز
وأكدت المنظمة أن عودة الأطفال الآمنة إلى المدرسة يجب أن تكون أولوية في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، التي تُعقد هذه السنة في بريطانيا في يونيو/ حزيران.
وذهبت متحدثة باسم منظمة "اليونسكو" في الاتجاه نفسه، بقولها: "نحتاج إلى خطة تحفيز كبيرة لإعادة فتح المدارس بأمان، مع التركيز على أفقر الفقراء وإعادة التعليم إلى السكة الصحيحة لجيل كوفيد19".
وأظهرت مراجعة "سايف ذي تشيلدرن" للدراسة التي أجرتها "اليونسكو" في خضم جائحة كوفيد19 العام الماضي أن 91% من التلاميذ كانوا خارج المدرسة.
ووسعت القيود المفروضة الهوة على صعيد الثروات والفرص بين الدول وداخل الدولة الواحدة أيضًا. وأوضحت المنظمة أن "التباين توسع بين العائلات الغنية والفقيرة، بين الأسر المقيمة في المدن وتلك التي في الأرياف، بين اللاجئين أو النازحين والمجتمعات المضيفة، وبين الأطفال الذين يعانون إعاقة وأولئك الذين لا يعانون إعاقة".
حزن وقلق
وأجرت المنظمة مقابلة مع سانتياغو (13 عامًا)، وهو فنزويلي يرتاد مدرسة للذين يعانون من مشاكل في السمع تدعمها "سايف ذي تشيلدرن". وقال إنه "حزين وقلق وخائف" جراء الوضع.
وأضاف "أحب المدرسة فالناس هناك يفهمونني، عندما لا يمكنني الذهاب إلى المدرسة أبكي وأريد فقط أن أنام".
وأرفقت "سايف ذي تشيلدرن" بحث "اليونيسكو" ببيانات صادرة عن الاتحاد الأوروبي ومكتب الإحصاءات الأميركي، فخلصت إلى وجود "تفاوت هائل" في الوصول إلى التعلم عن بعد في الدول الغنية.
فالتلاميذ في الولايات المتحدة أقل وصولًا إلى الإنترنت مقارنة بأقرانهم في دول أخرى ذات دخل عالٍ، ما يعرقل حصولهم على التعليم عبر الإنترنت.
أما في النروج فلم يكن 30% من الشباب بين سن التاسعة والثامنة عشرة يملكون حاسوبًا في المنزل، فيما كانت النسبة 20% في هولندا.