الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

بعد الانسحاب من أفغانستان.. واشنطن "تعيد تموضع" قواتها في المنطقة

بعد الانسحاب من أفغانستان.. واشنطن "تعيد تموضع" قواتها في المنطقة

شارك القصة

كينيث ماكينزي
قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال كينيث ماكنزي (غيتي)
امتنع قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط كينيث ماكنزي عن تحديد حجم إعادة الانتشار أو البلدان المعنية، لكنه "يعتزم" تقديم خيارات لوزير الدفاع لويد أوستن.

أعلن قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال كينيث ماكنزي، الثلاثاء، أن الجيش الأميركي سيبدأ مفاوضات مع دول عدة قريبة من أفغانستان من أجل إعادة تموضع القوات في المنطقة بعد انسحابها من أفغانستان بهدف منع صعود جديد لتنظيم القاعدة.

وقال قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) في جلسة استماع في الكونغرس: "نستعد حاليًا لمواصلة عملياتنا لمكافحة الإرهاب في المنطقة لضمان بقاء المنظمات المتطرفة العنيفة التي تسعى من أجل البقاء في المناطق النائية الأفغانية تحت ضغط ومراقبة مستمرين".

وأضاف المسؤول العسكري خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب: "سننظر في جميع دول المنطقة وسيتواصل دبلوماسيونا معهم وسنناقش أين يمكننا وضع هذه الموارد"، مؤكدًا أنه "حتى الآن ليس لدينا اتفاق من هذا النوع".

وامتنع الجنرال ماكنزي عن تحديد حجم إعادة الانتشار هذه أو البلدان المعنية، لكنه قال إنه يعتزم تقديم خيارات لوزير الدفاع لويد أوستن "بحلول نهاية الشهر" الجاري. 

وتحدث عن احتمال شن غارات جوية من دول مجاورة. وقال: إن هذا النوع من العمليات "يتطلب دعمًا كبيرًا من أجهزة الاستخبارات"، مذكرًا بأن الولايات المتحدة ستفقد هذا الدعم مع الانسحاب الذي يفترض أن يبدأ في الأول من مايو/ أيار وينتهي بحلول 11 سبتمبر/ أيلول.

وأكد الجنرال الأميركي أنه "عندما نكون قد غادرنا البلاد ولا نملك هذا النظام البيئي القائم حاليًا.. لن يكون ذلك مستحيلًا، ولكنه سيكون صعبًا".

الانسحاب من أفغانستان

وفي الأسبوع الماضي، قال الرئيس جو بايدن إنه سيتم سحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان ابتداءً من الأول من مايو/ أيار، لإنهاء أطول حرب أميركية رافضًا دعوات لبقائها لضمان التوصل إلى حل سلمي للحرب الداخلية الطاحنة في البلاد.

لكن ماكنزي أوضح أن هدف المشاورات مع الدول المجاورة هو التمكن من مواصلة عمليات المراقبة والاستطلاع فوق الأراضي الأفغانية بعد انسحاب قوات التحالف الدولي التي دخلت أفغانستان بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 التي تبناها تنظيم القاعدة في ذلك الحين بدعم من حركة طالبان. 

ومع أن الحركة وعدت بمنع أي هجوم على الأراضي الأميركية بعد انسحاب القوات الأجنبية، يخشى الجيش الأميركي أن يسمح انسحاب التحالف بعودة جماعات جهادية مثل القاعدة أو تنظيم الدولة، مع خطر انهيار الحكومة الأفغانية.

وسبق أن قال ماكنزي في اجتماع للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب: "لدي شكوك عميقة في التعويل على طالبان.. لكن ينبغي أن نرى ماذا سيفعلون هنا".

ومضى ماكنزي قائلًا: "إذا كانوا يريدون أي شكل من الاعتراف الدولي بأفغانستان في المستقبل.. فسيكون عليهم الوفاء بالاتفاقات التي أبرموها"، مضيفًا أن الجيش الأميركي سيظل قادرًا على مراقبتهم والتحقق من أفعالهم.

وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز أكد الأسبوع الماضي أنه "عندما ينسحب الجيش الأميركي ستتضاءل قدرة الحكومة على جمع المعلومات والتهديدات".

لكنه وعد بأن تحتفظ وكالة الاستخبارات "بقدرات" في أفغانستان. وقال بيرنز: "بعضها سيبقى هناك وبعضها سيتم إحداثه".

المناطق "المحتملة" للتموضع الأميركي الجديد

وبحسب "واشنطن بوست"، تعدّ تصريحات ماكنزي، أول تعليقات مستفيضة من قبل قائد كبير حول تأثير قرار الرئيس بايدن بسحب أكثر من 2500 جندي أميركي من أفغانستان، بعد أن رفض الأخير نصيحة كبار الشخصيات في البنتاغون والمستشارين العسكريين بالإبقاء على قوة صغيرة في مكانها.

وأضافت الصحيفة الأميركية نقلًا عن دبلوماسيين ومسؤولين عسكريين أن الاحتمالات في المنطقة تشمل طاجيكستان وكازاخستان وأوزبكستان، لكن هذه الدول تخضع لسيطرة روسيا بدرجة أو بأخرى، وإن العقوبات التي فرضتها الإدارة على موسكو الأسبوع الماضي تعقد أي مناقشات من هذا القبيل.

لكن يمكن للطائرات الهجومية على متن حاملات الطائرات والقاذفات بعيدة المدى التي تحلق من القواعد البرية على طول الخليج العربي والمحيط الهندي وحتى في الولايات المتحدة أن تضرب المقاتلين الذين ترصدهم طائرات المراقبة المسلحة بدون طيار. لكن المسافات الطويلة مكلفة وأكثر خطورة.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب، واشنطن بوست
Close