بعد الانقلاب.. الاتحاد الإفريقي يعلّق بشكل "فوري" عضوية الغابون
أعلن مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي الخميس أنه قرر "تعليقًا فوريًا" لعضوية الغابون في الاتحاد إثر الانقلاب الذي شهدته هذا الأسبوع.
وجاء هذا الإعلان إثر اجتماع للمجلس بحث التطورات في الغابون بعد انقلاب الأربعاء الذي أعقب انتخابات رئاسية مثيرة للجدل أعلن فوز الرئيس علي بونغو فيها.
وأعرب المجلس عبر منصة إكس عن "تنديده الشديد باستيلاء عسكريين على الحكم في جمهورية الغابون وإطاحة الرئيس علي بونغو في 30 أغسطس/ آب 2023"، مضيفًا أنه "قرر أن يعلق فورًا مشاركة الغابون في كل أنشطة الاتحاد الإفريقي وهيئاته ومؤسساته".
وقال المجلس: إن "الاجتماع ترأسه مفوض الاتحاد الإفريقي للشؤون السياسية النيجيري بانكول أديويي والرئيس الدوري لمجلس السلم والأمن، البوروندي ويلي نياميتوي".
تنصيب الجنرال أوليغي رئيسًا انتقاليًا للغابون
في غضون ذلك، ينصب الإثنين الجنرال بريس أوليغي نغيما، الرجل القوي الجديد في الغابون، رئيسًا "انتقاليًا" لفترة لم تحدد حتى الآن، فيما حضت المعارضة الانقلابيين على الاعتراف بفوز مرشحها في الانتخابات الرئاسية.
ووعد الجنرال أوليغي بعيد إعلان اعادة انتخابه، بـ"إنشاء مؤسسات انتقالية على مراحل" واحترام كل "التزامات" الغابون سواء "خارجية أو داخلية".
كذلك، طلب "من جميع المسؤولين عن خدمات الدولة" ضمان "استمرار تشغيل كل الخدمات العامة".
والأربعاء، أطاح العسكريون بالرئيس علي بونغو أونديمبا الذي حكم والده عُمر البلاد لأكثر من أربعة عقود، بعد لحظات على الإعلان عن فوزه في انتخابات متنازع عليها.
وأعادوا خدمة الإنترنت وبث ثلاث وسائل إعلام فرنسية بعدما قطعته حكومة بونغو مساء السبت.
لكنهم قادة الانقلاب أبقوا حظر التجوّل المفروض من السادسة مساء حتى السادسة صباحًا "للمحافظة على الهدوء والسلام" فيما ما زالت حدود الغابون مغلقة.
شكوك حيال الانتخابات
وجاء الإعلان عن الانقلاب بعد لحظات على إعلان هيئة الانتخابات الوطنية فوز بونغو بولاية ثالثة في انتخابات السبت مع حصوله على 64,27% من الأصوات.
وأعلن القادة الجدد الذي أطلقوا على أنفسهم "لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات" إلغاء نتائج الاقتراع.
وأفادوا في بيان أن الانتخابات "لم تفِ بشروط الاقتراع الشفاف والموثوق والشامل الذي كان يأمل به سكان الغابون".
والخميس، خرجت المعارضة عن صمتها، مطالبة الانقلابيين بالاعتراف بفوز مرشحها البير أوندو أوسا في الانتخابات الرئاسية.
كذلك، دعت "قوات الدفاع والأمن إلى مباحثات بهدف تقييم الوضع في إطار وطني ومسؤول، وإيجاد الحل الأفضل بين (المواطنين) الغابونيين للسماح للبلاد بالخروج من هذا الوضع".
وأعربت نيجيريا عن قلقها مما شهدته الغابون، محذّرة من "عدوى الاستبداد" في إفريقيا.
أما في فرنسا، حيث سيوجّه سقوط بونغو ضربة جديدة لنفوذ باريس في إفريقيا، فأعربت الحكومة عن "إدانتها للانقلاب" وعبّرت عن رغبتها في "أن ترى نتائج الانتخابات تُحترم، فور إعلانها".
بدوره، قال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "بطبيعة الحال، فإن الانقلابات العسكرية ليست الحل، لكن علينا ألا ننسى بأن الغابون أجرت انتخابات مليئة بالمخالفات".
وأضاف أن التلاعب بنتائج التصويت يمكن أن يرقى إلى "انقلاب مؤسساتي" مدني.
وفي بلدان الساحل الثلاثة مالي وبوركينا فاسو والنيجر، أطاح جنود غاضبون حيال الفشل في مواجهة تمرّد جهادي دام برؤساء منتخبين بشكل ديموقراطي.
ومع تأكيدها "معارضتها الشديدة للانقلابات العسكرية"، أعربت الخارجية الأميركية عن مخاوف حيال "غياب الشفافية والتقارير عن مخالفات مرتبطة بالانتخابات".