لا يزال مصير الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي يوم أمس الخميس في مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة مجهولًا، حسبما أفاد مراسل "العربي".
وكانت هيئة البث العبرية نشرت الخميس، صورًا ومقطعًا مصورًا لعشرات الفلسطينيين من قطاع غزة، يتم اقتيادهم عراة في ظل أجواء باردة إلى مراكز اعتقال إسرائيلية.
ويظهر الفلسطينيون في الصور والمقطع المصور يجلسون في الشارع بملابسهم الداخلية السفلية في مشهد صادم، وحولهم عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيليين.
واليوم الجمعة، اعتبر القيادي في حركة "حماس" عزت الرشق أن اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من النازحين في إحدى مدارس قطاع غزة وتجريدهم من ملابسهم "جريمة صهيونية مفضوحة".
"مصير مجهول"
وحول مصير المعتقلين، أوضح مراسل "العربي" من قطاع غزة عبد الله مقداد، أن هناك غموضًا في هذا الإطار وأن مصيرهم لا يزال مجهولًا.
ونقل مراسلنا عن أحد المواطنين في منطقة الشجاعية قوله: إن: "الكثير من المواطنين ما زالوا محتجزين لدى الجيش الإسرائيلي، حيث تم فصل النساء عن الرجال، كما تم احتجاز عدد كبير جدًا من الشبان".
وأضاف أن مشهد الاعتقال الذي جرى في مشروع بيت لاهيا ربما سيتكرر في المنطقة الشرقية لمدينة غزة، موضحًا أن هناك معلومة لم يتسن التأكد منها حتى اللحظة، بأنه تم الإفراج عن بعض المعتقلين الذين اعتقلوا يوم أمس الخميس.
لكنه أشار إلى هذه المعلومة المتداولة لم يتم تأكيدها من قبل أي مصدر رسمي سواء كان حكوميًا أو منظمة حقوقية أو مصدرا يعمل في مجال منظمات الأسرى.
وأشار مراسلنا إلى أن هناك عدة أماكن اعتقل فيها جيش الاحتلال المواطنين، أبرزها كان على الحاجز العسكري ما بين الشمال والجنوب في شارع صلاح الدين.
ولفت إلى اعتقالات تمت من المنازل من خلال المناداة على المواطنين بالخروج من منازلهم وهم عراة ووضعهم لساعات طويلة في البرد وهم مجردون من ملابسهم، ومن ثم التحقيق معهم ميدانيًا قبل نقلهم إلى داخل الخط الأخضر واستكمال التحقيق معهم.
ما أبعاد إظهار صور المعتقلين بهذه الطريقة؟
وبين مراسل "العربي" أن الظروف التي رافقت نقل المعتقلين لم تكن إنسانية بالمطلق، حيث تمت من خلال مركبات عسكرية مخصصة لنقل المعدات.
وأوضح أن مشهد الاعتقال سيتكرر بلا شك في أية منطقة يمكن أن يدخلها الجيش الإسرائيلي لسببين، الأول هو أن الاحتلال يحاول البحث عن أية معلومات استخباراتية من الميدان، والسبب الثاني أن الاحتلال يحاول رغم الضربات الكبيرة التي تلقاها في الميدان أن يظهر بأن لديه سلطة عليا ويستطيع أن يتحكم بزمام الأمور.
وقال مراسلنا: إن "إظهار صور المعتقلين بهذه الطريقة لها أبعاد عسكرية وسياسية أيضًا يسعى إليها الجيش الإسرائيلي.
ومنذ بداية عدوانه على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي الذي أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف، قام الاحتلال باعتقال مئات الفلسطينيين من مناطق مختلفة في القطاع.
ولا يسمح الاحتلال لأي من المنظمات الحقوقية بمتابعة أوضاع الأسرى من غزة، فيما أشارت تقارير إلى تعرضهم للتعذيب.