صرّح مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الأربعاء أنه على علم بتقارير تتحدث عن "تبادل إطلاق نار" جديد في سوريا.
ويأتي هذا التصريح، بعد إعلان الجيش الأميركي أنه شن بأمر من الرئيس جو بايدن، ضربات الثلاثاء استهدفت منشآت تستخدمها مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني في سوريا.
وقال كولين كال وكيل وزارة الدفاع للسياسة في إفادة صحفية: "سنبلغكم بالمزيد عندما نعرف"، مضيفًا أن الجيش الأميركي لن يتردد في الدفاع عن أفراده.
وفي سياق متصل، أفاد مسؤولان أميركيان وكالة "رويترز" بأن الجيش الأميركي شن هجومًا مضادًا في سوريا بعد أن تعرض لهجوم صاروخي من قبل فصائل يشتبه في كونها متحالفة مع إيران اليوم الأربعاء.
وذكر المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، أنهما يعتقدان أن هجوم الجيش أسفر عن مقتل عدد غير معروف من المهاجمين المتحالفين مع إيران.
هجمات على مواقع إيرانية
من جانبه، أفاد المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي "سنتكوم" الكولونيل جو بوتشينو في وقت سابق الأربعاء، بأن الضربات في محافظة دير الزور "استهدفت منشآت بنى تحتية تستخدمها مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني".
وأضاف أن هذه "الضربات الدقيقة تهدف إلى حماية القوات الأميركية والدفاع عنها من هجمات على غرار تلك التي نفّذتها مجموعات مدعومة من إيران في 15 أغسطس/ آب ضد عناصر من الولايات المتحدة" عندما استهدفت مسيّرات موقعًا للقوات المناهضة للجهاديين بقيادة الولايات المتحدة من دون التسبب بسقوط ضحايا.
وفي تصريحات صحافية منفصلة، أوضح المسؤول العسكري أن ضربات الثلاثاء استهدفت 9 مخابئ ضمن مجمّع يستخدم لتخزين الذخيرة ولأغراض لوجستية.
بتوجيهات مباشرة من #بايدن.. الجيش الأميركي ينفذ ضربات جوية على مواقع مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني في #سوريا تقرير: هاني عدس pic.twitter.com/W0V7okzj7p
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 24, 2022
إيران تنفي صلتها بالمجموعات المستهدفة
من جهتها، شددت إيران الأربعاء على عدم وجود رابط بينها وبين المجموعات التي استهدفتها الولايات المتحدة في شرق سوريا، معربة في بيان لوزارة خارجيتها عن إدانتها لهذه الضربات التي تشكل "انتهاكًا لسيادة البلاد".
واعتبر المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني أن "هذا الاعتداء الجديد للجيش الأميركي على الشعب السوري، اعتداء إرهابي ضد المجموعات الشعبية والمقاتلين ضد الاحتلال"، في إشارة للقوات الأميركية بشرق البلاد، نافيًا "أن تكون المجموعات تابعة" لطهران.
وأعرب كنعاني عن إدانة بلاده "بشدة" للضربات التي رأى فيها "انتهاكًا لسيادة واستقلال ووحدة أراضي" سوريا، على حد وصفه.
وشدد المتحدث على أن "استمرار وجود القوات الأميركية في أجزاء من سوريا يناقض القانون الدولي، وينتهك السيادة الوطنية لهذا البلد ويعد احتلالًا، وعلى هذا الأساس عليها أن تغادر سوريا فورًا وتنهي نهب ثروات هذا البلد في النفط والحبوب".
منع التصعيد
في هذا السياق، أوضح مراسل "العربي" في واشنطن زيد بنيامين أن هذه الضربة هي الثالثة من نوعها منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض بداية عام 2021.
وأشار المراسل إلى أن "واشنطن كانت واضحة أن هذه الضربات تأتي ردًا على عمليات نفذتها ميليشيات مدعومة من إيران ضد قواتها".
وأكد أن "الولايات المتحدة تفصل بين المسارات والملفات"، مشددًا على أن "هذه الضربة لا تأتي ضمن سياق المفاوضات النووية".
ولفت إلى أن "هذه الضربة تم تنفيذها من قبل 4 طائرات أميركية، ووجهت 9 صواريخ دقيقة استهدفت مراكز قيادة ومخازن للأسلحة، من دون استهداف أي عنصر بشري لمنع التصعيد".
وينتشر مئات الجنود الأميركيين في شمال شرق سوريا في إطار تحالف يركز على محاربة ما تبقى من عناصر تنظيم الدولة.
وليست هذه المرة الأولى التي تضرب فيها الطائرات الحربية الأميركية قوات مدعومة من إيران في العراق وسوريا.
وكثيرًا ما تتعرض المصالح الأميركية في دير الزور إلى هجمات بطائرات مسيرة، وتتهم ميليشيات إيران بشنها، وهي التي تتواجد على الضفة المقابلة لنهر الفرات.