Skip to main content

بعد الهجوم على مونديال قطر.. كيف واجهت ألمانيا "امتحان" يورو 2024؟

الجمعة 5 يوليو 2024
واجهت ألمانيا جملة من المشاكل التنظيمية في بطولة يورو 2024 - غيتي

قبل شهرين من انطلاق نهائيات كأس العالم 2022 في دولة قطر، هاجمت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر استضافة الدوحة للمونديال، مشدّدة على أنّ "هناك معايير يجب الالتزام بها، ومن الأفضل عدم منح شرف تنظيم البطولات لمثل هكذا دول".

حينها، استدعت وزارة الخارجية القطرية السفير الألماني لديها، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية، أعربت فيها عن "خيبة أمل دولة قطر ورفضها التام وشجبها لتصريحات" وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بشأن استضافة قطر للمونديال.

لكن ما لم يحسب له أحد حسابًا، كان أن توضع ألمانيا بعد سنة ونصف فقط على المونديال، في "مقارنة" لا تبدو في صالحها مع قطر، على خلفية ما وُصِف بـ"سوء التنظيم" الذي واكب بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2024"، التي تستضيفها برلين.

فمنذ بداية البطولة، كان واضحًا أنّ ألمانيا تواجه اختلالات كبرى، أخذت أشكالاً متعدّدة من سيول غزيرة، إلى اقتحامات ملاعب، وأعمال شغب، وكلّها عوامل دفعت الكثير من الجماهير التي وفدت إلى البلاد، تبدي استياءها من المشاكل التي واجهتها.

وفيما تواصل ألمانيا تخبّطها من دون قدرة على إيجاد حل لمشاكل البنى التحتية والمواصلات التي تستمرّ مع استمرار البطولة في أدوارها المتقدّمة، يُطرَح السؤال عمّا إذا كانت قد "سقطت" عمليًا في امتحان تنظيم يورو 2024، وهو السؤال الذي يحاول اليوتيوبر محمد أبو زيد (الكوير)، بأسلوبه الخاص في حلقة هذا الأسبوع من سلسلة "مع الكويّر".

شعار بطولة يورو 2024 والكأس الشهيرة أمام بوابة براندنبورغ في برلين - غيتي

ألمانيا في يورو 2024

في العام 2018، فازت ألمانيا بحق استضافة اليورو في العام 2024، أي أنّه كان أمام السلطات ستّ سنوات للتحضير، علمًا أنّ هذه المرّة لم تكن الأولى التي تستضيف فيها ألمانيا بطولة كبيرة، هي التي استضافت اليورو للمرة الأولى عام 1988، كما استضافت كأس العالم في عامي 1974 و2006.

وقبل ثلاثة أشهر من انطلاق اليورو، خرجت صحيفة الغارديان البريطانية بتقرير تحدّثت فيه عن الصعوبات التي واجهت المنظمين في يورو 2024، سواء على صعيد البنية التحتية، أو البيروقراطية، أو حتى شبكة النقل في البلاد.

وأجرت الصحيفة الإنكليزية مقارنة بين ألمانيا 2006 و2024، فبعدما كانت دولة ليبرالية متسامحة، باقتصاد مزدهر وقطارات فائقة السرعة وملاعب حديثة، أصبحت أكثر انقسامًا وغضبًا، وقد أدّت الحروب الأخيرة، ومنها الحرب على غزة، إلى انقسامات مجتمعية عميقة في الداخل.

وقد دفعت أحداث شغب شهدها الدوري الألماني في الفترة الأخيرة، إلى دعوة السلطات إلى تكثيف العمل الأمني، خوفًا من أعمال إرهابية يمكن أن تحدث، وتهدّد تنظيم ألمانيا للبطولة، وهو ما أدّى إلى تجنيد 300 ضابط من دول أخرى لتقديم المشورة للقوات المحلية.

سيعمل نحو 22000 شرطي يوميًا لتأمين بطولة أوروبا 2024 - غيتي

عجز كامل.. "خيبة أمل"

رغم كلّ ذلك، فإنّ المشاكل التنظيمية بدأت حتى قبل بداية البطولة، حين اقتحم عدد من الجماهير الصربية للحصة التدريبية الخاصة بمنتخبها، وسط عجز كامل من الأمن الألماني على تأمين التدريبات في أفضل الظروف، وهو ما أجبر لاعبي صربيا إلى عدم إكمال التدريبات.

وكانت الملاعب الألمانية أيضًا عرضة للانتقادات، سواء بسبب الأمطار الغزيرة التي تسبّبت في وصول المياه إلى الجماهير، وعدم قدرة عشب الملاعب على تحمل الأمطار، أو لأسباب صادمة أخرى، كما حصل حين هاجم سرب من النحل الجماهير، ما تسبّب في حالة هلع.

سرب من النحل في ملاعب ألمانيا في يورو 2024

وشهد ملعب فرانكفورت على ما وُصِفت بـ"الفضيحة" بعدما اشتكى العديد من اللاعبين الذين خاضوا مباراة الدنمارك وإنكلترا من مشاكل في أقدامهم بسبب أرضية الملعب، حيث أظهرت لقطات المباراة تطاير العشب في السماء وعدم صلاحية الأرضية لإقامة المباريات.

وفي مباراة جورجيا وتركيا على ملعب سيغنال إيدونا بارك، معقل بروسيا دورتموند، كان المشهد مفاجئًا أيضًا، مع تسرب لمياه الأمطار على شكل سيول من سقف الملعب.

باختصار، يبدو أنّ المسؤولين في ألمانيا نسوا أنّ الملاعب التي استضافت كأس العالم 2006، لم تعد صالحة، بعدما مرّ عليها 17 سنة، من دون أن يتمّ تجديدها، علمًا أنّ الملعب الوحيد الذي يُعَدّ جديدًا خاص بشتوتغارت، وقد كلّف تحديثه 140 مليون يورو.

أحداث شغب وفوضى.. وازدحام

ولم تكن المشاكل مقتصرة على الملاعب، فقد وجد منظمو البطولة أيضًا صعوبة في السيطرة على الحشود خارج الملاعب، كما عانى المشجّعون من ظروف بائسة في الطريق من وإلى المباريات، وفشلت خدمات المترو والسكك الحديدية داخل المدن المضيفة في الاستجابة للطلب الإضافي على النقل.

هكذا، توقفت قطارات ميونيخ ليلة مباراة الافتتاح عن العمل بسبب الأعداد التي فاقت قدرتها الاستيعابية، فيما شهدت ساحات أليانز أرينا أحداث شغب وفوضى بسبب فشل المسؤولين في تقسيم عملية الدخول إلى الملعب.

فشلت خدمات المترو والسكك الحديدية داخل المدن المضيفة في الاستجابة للطلب الإضافي

وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، انتقد المشجّعون الإنكليز تنظيم البطولة ووصفوه بـ"الكارثي التام" مع وصول قطار واحد كل 20 دقيقة لـ45 ألف شخص، علمًا أنّ ألمانيا تعاني في الأساس في شبكة وسائل النقل، خصوصا على مستوى القطارات التي تتعطل كثيرًا، ومواعيدها غير مضبوطة، فضلاً عن الإضرابات التي تشلّ حركة آلاف المواطنين مؤخرًا.

استنادًا إلى كلّ ما تقدّم، هل يمكن القول إنّ ألمانيا "سقطت" عمليًا في "امتحان" يورو 2024؟ الإجابة في حلقة هذا الأسبوع من "مع الكويّر"، الذي يُعرض عبر "العربي تيوب".
المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة