يتواصل خروج المظاهرات المناهضة لحكومة بنيامين نتنياهو في تل أبيب كل حين تقريبًا وتطالب باستقالة حكومته، وإبرام صفقة لاستعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.
ويوم أمس، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية شخصين بعد تجمع مئات المتظاهرين خارج مقر إقامة رئيس الوزراء في القدس المحتلة، ووقعت أعمال شغب وإشعال نيران على الطريق.
غضب كبير في إسرائيل
وكانت هذه الاحتجاجات أول رد فعل على مقطع فيديو نشرته حركة حماس أمس لأسير إسرائيلي أميركي يدعى هيرش غولدبرغ بولين، أُسر في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، حين كان يحضر مهرجان نوفا الموسيقي.
وقد ظهر هيرش غولدبيرغ-بولين في المقطع المصور بيد مبتورة، وشن هجومًا لاذعًا على نتنياهو وحكومته، متهمًا إياهما بالتخلي عن الرهائن، في حين أشار إلى أن حوالي 70 أسيرًا قتلوا في القصف الإسرائيلي.
ولم يكن نتنياهو المستهدف الوحيد في المقطع الذي نشرته كتائب القسام للأسير، فوزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير كان حديث وسائل الإعلام الإسرائيلية مساء أمس.
وبعد عرض الفيديو الخاص بالأسير هيرش، خرج بن غفير إلى الشارع لتقابله الجماهير المطالبة بالإفراج عن الأسرى لدى حماس في غزة، وعندما بادر بتحية الحشود الغاضبة، هاجمته الجماهير، لكن سرعان ما تدخلت الشرطة لإنقاذه وإبعاده من المكان.
"توقيت بث الفيديو ليس مصادفة"
وبعد نشر القسام الفيديو، بثت عائلة الأسير الإسرائيلي هيرش غولدبيرغ بولين، مقطعًا مصورًا طالبت فيه بإنهاء المعاناة في المنطقة، وناشدت جميع الأطراف المنخرطة في المفاوضات العمل سريعًا على إنجاز صفقة تبادل الأسرى.
وقد لقي الفيديو تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.
واعتبر بعض المغردين أن اختيار نشر المقاومة لهذا الفيديو تحديدًا، ليس محض صدفة، فالناشط الحقوقي بلال ريان، يرى أن اختيار المقاومة للجندي الإسرائيلي هيرش غولدبيرغ بولين لم يكن عشوائيًا، بل استغلت برأيه ترويج والدة الأسير لقضيته عالميًا لدعم العدوان على غزة، وجاء رد القسام باختياره بهدف الضغط على حكومة الاحتلال والتأثير على الرأي العام العالمي لوقف العدوان.
وتجدر الإشارة إلى أن ريتشل، والدة الأسير، واحدة من أبرز المدافعين، عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، وخاصة باللغة الإنكليزية، وسبق أن قابلت شخصيات كبيرة منهم بابا الفاتيكان، والمندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، وذلك في محاولة لكسب التعاطف والدعم مع قضية ابنها، وكافة الأسرى الإسرائيليين في غزة.
أمّا الناشط أدهم أبو سلمية، فرأى أن "فيديو المقاومة الأخير خربط كل المعايير في كيانهم الهش" حسب تعبيره. وأضاف أن "المظاهرات تتحول إلى عنف في القدس، وأن الشرطة الصهيونية تستخدم عنفًا مفرطًا بحق ذوي الأسير الذين حاصروا مبنى يتواجد فيه مجرم الحرب إيتمار بن غفير". وتابع لافتًا إلى "نقطة مهمة: لا بد أن ننتبه لأمر مهم: نحن في اليوم الواحد بعد المئتين".
هذا في حين اعتبر الصحافي أحمد سرحان أن الإعلام الحربي لكتائب القسام يتقن إدارة المعركة الإعلامية والحرب النفسية على العدو بشكل مميز في هذه الحرب، آخرها قبل بدء مظاهرة كبيرة وحاشدة لأهالي الأسرى الإسرائيليين.