أعلنت شركة "سبيس إكس" اليوم الثلاثاء، أنها ستؤجل إطلاق مهمة بولاريس دون المكونة من أربعة أفراد يومًا واحدًا على الأقل بسبب تسرب للهيليوم في المعدات الأرضية داخل مركز كينيدي للفضاء، وذلك قبل ساعات من موعد الإطلاق المقرر لمركبة كرو دراغون.
ويُعدّ الهيليوم غازًا غير قابل للاشتعال يُستخدم عادة لضغط وقود الصواريخ.
ومن المتوقع أن تقع أبرز أحداث المهمة، التي تستمر خمسة أيام، بعد يومين من الإطلاق عندما يشرع الطاقم في السير في الفضاء لمدة 20 دقيقة على بعد 700 كيلومتر من الأرض، في أول عملية سير تجارية في الفضاء في التاريخ.
وذكرت الشركة في منشور على منصة إكس أنها تهدف الآن إلى إطلاق المركبة الفضائية المحمولة على صاروخ فالكون 9 في الساعة 3:38 صباحًا بالتوقيت المحلي (07:38 بتوقيت غرينتش) غدًا الأربعاء.
وتضمّ الرحلة الموظفتين في "سبيس إكس" سارة غيليس وآنّا مينون، يرافقهما الملياردير الأميركي جاريد أيزاكمان، والطيار سكوت بوتيت، المقرّب من رجل الأعمال.
وسبق لايزاكمان أن ذهب إلى الفضاء عام 2021 ضمن مهمة أخرى لـ"سبيس إكس" هي "إنسبيريشن 4"، بعدما تولت سارة غيليس تدريبه.
تأجيل مهمة مأهولة لشركة سبيس إكس
وأضافت في المنشور الذي نشرته اليوم الثلاثاء "تفحص الفرق عن كثب تسرب للهيليوم في المعدات الأرضية. يظل فالكون ودراغون بخير ولا يزال الطاقم مستعدًا لمهمته التي ستستغرق عدة أيام في مدار أرضي منخفض".
ولم يقم بالسير في الفضاء حتى الآن سوى رواد فضاء تابعين لمهام حكومية، وكان آخرهم رواد محطة الفضاء الدولية الذين يرتدون بدلات فضاء بانتظام لإجراء صيانة وغيرها من الفحوصات لمحطتهم.
وقامت الولايات المتحدة بأول عملية سير في الفضاء عام 1965 على متن الكبسولة جيميناي.
وخضع المسافرون الأربعة لتدريبات مكثفة لرحلة "بولاريس دون" التي تستمر خمسة أيام.
وشملت هذه التدريبات نحو ألفي ساعة في جهاز محاكاة، بالإضافة إلى جلسات في جهاز طرد مركزي (دوران سريع)، وعمليات غوص وقفز بالمظلة، وتسلّق لبركان كوتوباكسي في الإكوادور.
وللمهمة ثلاثة أهداف رئيسية، بالإضافة إلى نحو أربعين تجربة سيتم إجراؤها في المركبة.
ويتمثل الهدف الأول في الوصول إلى ارتفاع 1400 كيلومتر، وهي أبعد مسافة لطاقم منذ مهمات "أبولو" القمرية.
وللمقارنة، تعمل محطة الفضاء الدولية على ارتفاع نحو 400 كيلومتر، وتبلغ المسافة بين الأرض والقمر 380 ألف كيلومتر.
ومن المقرر أيضًا إجراء اختبار اتصال بالليزر بين المركبة الفضائية وأقمار "ستارلينك" التابعة لشركة "سبايس إكس".
والأهم أن عملية السير في الفضاء ستُنقَل في بث حي مباشرة خلال اليوم الثالث من المهمة، بمجرد الوصول إلى مدار أدنى.
وبما أن المركبة وهي كبسولة "دراغن" ليست مجهزة بغرفة معادلة الضغط، سيكون الطاقم بأكمله معرّضًا لفراغ الفضاء عند فتح بابها. وسيبقى راكبان في داخلها، بينما يتناوب اثنان آخران على الخروج.
وسينفذ الاثنان حركات لاختبار البزات الجديدة المستوحاة من تلك التي تستخدمها "سبيس إكس" في مركباتها. لكنّها ابتُكرت لتتحمل درجات حرارة قصوى فضلاً عن أنّها مجهزة بكاميرا.
وبعد هذه المهمة الأولى لـ"بولاريس"، تخطط الشركة لتنظيم رحلة ثانية مماثلة. ويُفترض أن تكون الثالثة أول رحلة مأهولة لصاروخ "سبيس إكس" الضخم "ستارشيب" الذي يتم تطويره راهنًا، وهو مخصص للرحلات إلى القمر والمريخ.