Skip to main content

بعد توتر العلاقات.. المغرب يستبعد إسبانيا من عملية عبور "مرحبا 2021"

الإثنين 7 يونيو 2021
مظاهرة ضد زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في إسبانيا

في سياق تداعيات الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، حرمت السلطات المغربية إسبانيا من مداخيل عبور عملية "مرحبا 2021"، إذ إن عودة المواطنين المغاربة القاطنين بالخارج، بحرًا، ستتم انطلاقًا من نقاط العبور البحري نفسها التي تم العمل بها خلال السنة الماضية، أي حصريًا من ميناءي "سيت" بفرنسا و"جنوة" الإيطالي.

وهذه هي السنة الثانية على التوالي التي تقرر فيها السلطات المغربية عدم فتح أي معبر بحري مع إسبانيا، بما في ذلك معابر مدينتي سبتة ومليلية الواقعتين تحت الحكم الإسباني؛ وهو ما يضيع على الجار الشمالي للمغرب عائدات جمركية، ويحرمه من رواج تجاري كان يساهم فيه مئات الآلاف من المغاربة الذين كانوا يعبرون عبر الموانئ الإسبانية؛ من قبيل الجزيرة الخضراء، وألميريا، وفالنسيا.

وحسب إحصائيات عملية "مرحبا 2019"، فقد زار المغرب حوالي 3 ملايين مغربي وحوالي 800 ألف مركبة عبرت من موانئ إسبانيا؛ فيما يقدر أفراد الجالية بحوالي 5 ملايين مغربي ومغربية، ينتشر أغلبهم في دول القارة الأوروبية، وذلك بحسب ما نقلت وسائل إعلام مغربية.

إضافة إلى ذلك، فإن قرار عدم فتح الحدود في وجه المغاربة من أجل قضاء العطلة الصيفية بالخارج، يحرم إسبانيا من حوالي 800 ألف سائح مغربي كانت تفضل قضاء العطلة السنوية في مدن إسبانية.

وقبل قرار السلطات المغربية خلال هذه السنة والسنة الماضية، كان ميناء طنجة المتوسط يتصدر نقاط عبور الجالية، يليه مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، ثم باب سبتة.

وتشير أرقام سنة 2019 إلى أن 44% من أفراد الجالية المغربية خلال عملية "مرحبا 2019" اختاروا الدخول جوًا إلى البلاد؛ فيما وقع اختيار 38% منهم على الممر البحري، وهو ما يعني فقدان إسبانيا لعائدات مالية كبيرة هي في حاجة إليها للتخفيف من تراجع العائدات السياحية بسبب تأثير جائحة كوفيد-19.

ويستمر المغرب في تعليق عملية "عبور المضيق"، التي تعتبر الأضخم في العالم؛ لأنها لا تقتصر فقط على الجالية المغربية بل أيضًا على الجاليات الإفريقية التي كانت تستعمل الموانئ الإسبانية والمغربية قصد العبور إلى بلدان إفريقية.

ما هي تداعيات القرار على إسبانيا؟

وتصدر خبر استثناء المغرب للموانئ الإسبانية من عملية "مرحبا 2021" واجهات الصحف والمواقع الإسبانية، اليوم الإثنين؛ فيما ربطت بعض المنابر الإعلامية الخطوة بالأزمة الدبلوماسية القائمة بين الرباط ومدريد.

واعتبرت صحف إسبانية أن هذا القرار سيكون له تأثير على العائدات الجمركية الإسبانية التي تنتعش عادة في فترة الصيف مع أكبر عملية عبور بين القارتين، مضيفة أن هذا الضرر يضاف إلى خسائر إلغاء العبور السنة الماضية عبر الموانئ الإسبانية.

وفي السنة الماضية، تم الاتفاق بين المغرب وإسبانيا على إلغاء عملية العبور عبر الموانئ الإسبانية بسبب الخوف من جائحة "كورونا"؛ لكن تزامنها هذه السنة مع الأزمة الدبلوماسية فتح المجال لكثير من التأويلات، فيما أثار القرار غضبًا واسعًا في صفوف الجالية المغربية بإسبانيا التي ستكون مضطرة إلى التنقل إلى ميناءي سيت بفرنسا وجنوة في إيطاليا.

وذكرت وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج أن السلطات المغربية اتخذت إجراءات تدريجية جديدة لتخفيف القيود على تنقل المسافرين الراغبين في الولوج إلى البلاد.

وأشارت، في بيان، إلى أن هذه الخطوة تأتي بناء على المؤشرات الإيجابية للحالة الوبائية بالمملكة المغربية وانخفاض عدد الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد، خصوصًا عقب توسيع حملات التلقيح بالبلد.

وتهدف هذه الإجراءات إلى تسهيل عودة المغاربة المقيمين بالخارج إلى أرض الوطن، إذ من المقرر استئناف الرحلات الجوية من وإلى المملكة المغربية ابتداء من يوم الثلاثاء 15 يونيو/حزيران الجاري.

تصاعد الأزمة بين المغرب وإسبانيا

ولا يزال توتر العلاقات الدبلوماسية بين الرباط ومدريد سيد الموقف، وكان المغرب قد عبر على لسان وزير خارجيته ناصر بوريطة عن غضب بلاده من استقبال إسبانيا زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي للعلاج، واعتبر أن الجارة "استقبلت على أراضيها شخصًا يحارب المغرب يوميًا"، وتدفق آلاف المهاجرين من المغرب إلى مدينة سبتة الخاضعة لسيطرة مدريد، فيما نددت مدريد على لسان وزيرة دفاعها بما أسمته بـ"العدوان" على حدود إسبانيا والاتحاد الأوروبي.

وفي تصريح سابق، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة: إن "السبب الحقيقي للأزمة يتمثل أساسًا في استقبال مدريد لزعيم ميليشيات البوليساريو الانفصالية بهوية مزورة".

وكانت إسبانيا قد أكدت في أواخر أبريل/نيسان أنها استقبلت زعيم جبهة البوليساريو للعلاج من فيروس كورونا، معللة ذلك بأسباب "إنسانية بحتة". واعترض المغرب على ذلك، معتبرًا أن غالي متهم بجرائم ضد الإنسانية وارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وقالت إسبانيا في وقت سابق إنها توقفت عن ملاحقته جنائيًا. وسبق لجمعيات صحراوية مغربية أن رفعت دعوى قضائية ضده في 2008، وأخرى في 2016، بتهم ارتكاب جرائم حرب.

وبعد سلسلة من التصريحات المشحونة مع المغرب، رفعت مدريد من جديد لهجتها متهمة الرباط بارتكاب "عدوان" و"بالابتزاز".

ونددت الحكومة الإسبانية التي واصلت تصعيد لهجتها منذ بدء الأزمة بالقول إن الرباط: "تستخدم القصّر". وأفادت شرطة سبتة أن 800 من نحو 1500 قاصر وصلوا الجيب منذ الإثنين لا يزالون هناك.

و قالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس في مقابلة مع الإذاعة العامة في إسبانيا إن وصول المهاجرين "عدوان على الحدود الإسبانية وحدود الاتحاد الأوروبي، وهذا أمر غير مقبول بموجب القانون الدولي".

وتقع سبتة في أقصى شمال المغرب وهي حاليا -مع جارتها مليلية- تحت الإدارة الإسبانية، وتعتبر الرباط أنها "ثغر محتل" من طرف إسبانيا، التي أحاطتها بسياج من الأسلاك الشائكة بطول نحو 6 كلم‪.

وتنازع جبهة "البوليساريو" المغرب على سيادة إقليم الصحراء، حيث يقترح المغرب حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادته في الإقليم، فيما تدعو الجبهة إلى استفتاء لتقرير ‪‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم

المصادر:
العربي، وكالات
شارك القصة