أكدت تقارير أربع جهات منفصلة أنّ إسرائيل استهدفت عمدًا تجمّعات للصحفيين جنوب لبنان ما أدى إلى استشهاد مصور صحافي وإصابة آخرين، واصفة ما قامت به إسرائيل بـ"جريمة حرب".
ووجّهت التقارير الصادرة عن منظمة العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش" ووكالة الصحافة الفرنسية ووكالة رويترز التي كان يعمل فيها المصور الصحافي الشهيد عصام عبد الله جنوب لبنان، أصابع الاتهام إلى إسرائيل بالقتل المتعمّد والاستهداف المباشر للصحافيين.
ووصف تقرير "هيومن رايتس ووتش" ما حصل في الثالث عشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي جنوبي لبنان بـ"جريمة حرب"، مضيفة أنّ الضربتين الإسرائيليتين على مجموعة من الصحفيين تمثًلان هجومًا متعمدًا على مدنيين.
وأدت خلاصات التقارير الأربعة إلى إدانة رسمية لبنانية لإسرائيل، حيث اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنّ الهدف من الفعل هو إسكات الصوت الذي يفضح إجرام العدو.
وتأتي التقارير لتأكيد المؤكد، بغض النظر عن الوسيلة المعتمدة للقتل، لكن السؤال هو بشأن كيفية استثمار هذه التقارير لردع الفاعل وتحقيق العدالة.
ووفقًا لوكالة "رويترز"، تمّ التواصل مع أكثر من ثلاثين مسؤولًا حكوميًا وأمنيًا، وخبراء عسكريين ومحققين في الطب الشرعي ومحامين ومسعفين وشهود عيان لتجميع رواية مفصلة عن الحادث.
واستعرضت الوكالة ساعات من لقطات الفيديو من ثماني وسائل إعلام في المنطقة منها اللقطات الحصرية للتلفزيون العربي في اللحظات الأولى من الاستهداف، إضافة إلى صور الأقمار الصناعية عالية الدقة.
وتشكّل الحقائق التي توصلت إليها التحقيقات الأربعة، خطوة على طريق تحقيق العدالة في حادثة الشهيد عصام وللجرحى، ونوعًا من الطمأنينة لمئات الطواقم الصحافية العاملة على خطوط النار.
لكنّها تظلّ مجرد محاولة إن لم يعاقب المجرم على ما يرتكبه في حق الصحافيين والمدنيين في لبنان وغزة.