Skip to main content

بعد سقوط ليمان وإشادة واشنطن بالجيش الأوكراني.. ماذا عن تهديد موسكو؟

الأحد 2 أكتوبر 2022

رحبت واشنطن بسيطرة الجيش الأوكراني على معقل ليمان الرئيس من روسيا في شرق أوكرانيا، يوم أمس السبت، حيث اعتبر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه نجاح مشجع في ساحة المعركة من شأنه أن يخلق معضلات جديدة للجيش الروسي.

وقال أوستن للصحافيين في مؤتمر صحافي في هاواي: "بالتأكيد إنه أمر مهم. ما نراه الآن يشجعنا جدًا".

وكانت روسيا تستخدم ليمان كمركز لوجستي ونقل لعملياتها في شمال منطقة دونيتسك. وتعد السيطرة علي ليمان أكبر مكسب لأوكرانيا في ساحة المعركة منذ الهجوم المضاد الخاطف في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية الشهر الماضي.

"سيكون الأمر أكثر صعوبة"

أوستن أشار إلى أن ليمان تقع عبر خطوط الإمداد التي استخدمتها روسيا لدفع قواتها، وعتادها إلى الجنوب والغرب مع مواصلة الكرملين هجومه في أوكرانيا الذي بدأ قبل أكثر من سبعة أشهر.

وقال: "من دون هذه الطرق سيكون الأمر أكثر صعوبة. لذا فإنه يمثل نوعًا من المعضلة بالنسبة للروس للمضي قدمًا. ونعتقد أن الأوكرانيين قاموا بعمل رائع للوصول إلى هناك والبدء في احتلال المدينة".

ورأى الأكاديمي والمحلل السياسي، محمود الأفندي، في حديث إلى "العربي" من موسكو، أن هدف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان السيطرة على ليمان، قبل إعلان روسيا ضم أربع مناطق، حيث أن المعارك حول البلدة كانت مندلعة منذ أكثر من أربعة أسابيع. 

وأقرت روسيا أمس بأن قواتها انسحبت من بلدة ليمان لتجنب محاصرتها من الجيش الأوكراني. وقالت وزارة الدفاع‭ ‬الروسية، مستخدمة الاسم الروسي للبلدة: "في ما يتعلق بظهور تهديد بالمحاصرة، تم سحب القوات المتحالفة من مستوطنة كراسني ليمان إلى خطوط أكثر فائدة".

بدوره، يعتقد ضيف" العربي" أنه بمجرد تصديق مجلس "الدوما" في روسيا على ضم المناطق الأوكرانية الأربع، ستتحول المعركة التي أعلنتها روسيا كعملية عسكرية، إلى حرب تحرير. 

يذكر أن بوتين أعلن رسميًا ضم أربع مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا إلى روسيا بقرار وصفته تركيا بالخطير، فيما كانت أوكرانيا تتبلغ بدعم أميركي جديد يصل إلى 12 مليار دولار. 

خطر النووي

 أوستن لم يقل ما إذا كان يعتقد أن سيطرة أوكرانيا على ليمان قد تدفع روسيا إلى التصعيد على الرغم من إدانة المسؤولين الأميركيين على نطاق واسع تهديدات روسيا النووية في الأيام الأخيرة. وقال: "ما يعنيه ذلك من حيث التصعيد المحتمل لن أخمن في ما يتعلق بذلك. لكن ما يعنيه ذلك بالنسبة لساحة المعركة هو أن الأوكرانيين يواصلون إحراز تقدم".

التهديد باستعمال النووي جاء على لسان رمضان قديروف زعيم منطقة الشيشان وحليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،  الذي قال أمس السبت إن على موسكو التفكير في استخدام سلاح نووي منخفض القوة في أوكرانيا.

واعتبر المحلل السياسي، خلال مداخلته مع "العربي" أن تصريح قديروف جاء كردة فعل بسبب التراجع عن ليمان، نظرًا إلى أن استعمال روسيا لتلك الأسلحة مرتبط بأهداف كبيرة، فموسكو حتى الآن لم تستعمل ثقلها العسكري، وهي انتظرت حتى اليوم لنقل صواريخ "اسكندر" إلى خيرسون، بحسب الأفندي. 

الخطر النووي لاح كذلك، في اعتقال روسيا للمدير العام لمحطة زابوريجيا النووية التي تحتلها، وهو في طريقه من أكبر محطة نووية في أوروبا إلى بلدة إنرهودار، حيث يعتبر إيهور موراشوف الرجل الأول في المحطة والمسؤول عن الأمن النووي فيها، ما يعني عمليًا أن سلامة الطاقة النووية معرضة للخطر. 

ضيف" العربي" أشار إلى أن بوتين لم يهدد أبدًا بالسلاح النووي وفق ما يشاع، إنما اكتفى بتذكير الغرب أنه وضع ذلك السلاح تحت "المناوبة"، في رسالة واضحة إلى خصومه. 

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة