مع دخول محاكمته مرحلة تشهد جلسات مكثّفة على مدى 6 أسابيع قبيل انتخابات يسعى للفوز فيها بولاية جديدة، وصل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صباح الإثنين إلى المحكمة المركزية في القدس المحتلة؛ للرد رسميًا على تهم الفساد الموجهة إليه، بعد سلسلة من التأجيلات بسبب كورونا.
وظهر نتنياهو الذي يصف الاتهامات ضده بأنها "سخيفة" على شاشات التلفزيون أثناء دخوله إلى قاعة المحكمة المركزية في القدس المحتلة، قبل وقت قصير من موعد بدء الجلسة في التاسعة صباحًا بالتوقيت المحلي (7,00 ت غ)، واضعًا كمامة واقية باللون الأسود.
ويتوقع أن يقدم نتنياهو وطاقم الدفاع عنه الخطوط العريضة لمرافعاتهم في شأن الاتهامات المرتبطة بثلاثة ملفات تتعلق بالفساد، والاحتيال، وخيانة الأمانة.
وستركز الجلسات القادمة على الإدلاء بالشهادات وتقديم الأدلة، وقد يجبر نتنياهو على المثول أمام المحكمة عدة مرات أسبوعيًا، في وقت بدأ حملته لخوض رابع انتخابات تشهدها إسرائيل في أقل من عامين، التي ستجري في 23 آذار/ مارس المقبل.
الملف 2000
وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، أن جلسة اليوم متعلقة بالملف رقم 2000 الخاص بعلاقته مع رجلي الأعمال نوني موزيس وشاؤول ألوفيتش.
ويتعلق الملف 2000 بمحاولة نتنياهو التوصل الى اتفاق مع مالك صحيفة "يديعوت أحرونوت" الناشر أرنون موزيس، تقوم بموجبها الصحيفة الإسرائيلية، وهي من الأكثر انتشارًا في الدولة العبرية، بتغطية إيجابية عنه.
أما أخطر القضايا التي يواجهها نتنياهو فهي القضية المعروفة برقم 4000 أو "بيزك" وهي أكبر مجموعة اتصالات في إسرائيل، والتي اتهم فيها رئيس الوزراء بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
ويتركز الاتهام حول ما إذا سعى نتنياهو للحصول على تغطية إعلامية إيجابية في موقع "والا" الإخباري الذي يملكه شاؤول إيلوفيتش رئيس مجموعة بيزيك مقابل خدمات وتسهيلات حكومية عادت على مجموعته بمئات ملايين الدولارات.
وتتعلق القضية رقم 1000، بتهمة حصول نتنياهو على منافع شخصية في تلقي هدايا بقيمة 750 ألف شيكل (240 ألف دولار)، من المنتج الإسرائيلي الهوليوودي أرنون ميلتشان، و250 ألف شيكل (72 ألف دولار) من الملياردير الأسترالي جيمس باكر. وينفي نتنياهو جميع هذه الاتهامات.
تظاهرات مستمرة
وفي غضون ذلك، تظاهر العشرات خارج أسوار المحكمة وهم يرتدون ملابس عمال النظافة، ورفعوا شعارات "لننظف القمامة"، وهم يحملون المكانس والحاويات الصغيرة. ويأتي ذلك في ظل إجراءات أمنية مشددة خارج المحكمة وداخلها.
وفي مايو/ أيار 2020 وعند افتتاح المحاكمة وهي الأولى في تاريخ إسرائيل التي تستهدف رئيس حكومة يمارس مهامه، ندّد نتنياهو بالتهم الموجهة إليه معتبرًا أنها "سخيفة".
وطلب محاموه آنذاك من القضاء عدة أشهر إضافية لدراسة عناصر الأدلة المقدمة ضد رئيس الوزراء البالغ 71 عامًا.
وتنظّم احتجاجات أسبوعية ضد رئيس الوزراء أمام منزله في القدس المحتلة وفي أماكن أخرى.
وحث رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد أتباعه على عدم التظاهر خارج المحكمة، مشيرًا إلى الخطر الناجم عن نسخ فيروس كورونا المتحوّرة.