بعد الرحلة الناجحة للملياردير البريطاني ريتشارد برانسون إلى الفضاء، الأحد الماضي، فُتح الباب أمام تحويل السياحة الفضائية من تجربة نخبوية إلى مشروع تجاري شعبي.
فقد كشفت شركة "فيرجن غالاكتيك" للرحلات الفضائية عن مشروعها الجديد لفتح الباب أمام الناس لشراء تذاكر لرحلاتها الفضائية المقبلة، انطلاقًا من الخريف.
فبحسب موقع "وول ستريت جورنال"، كانت رحلة برانسون التي استغرقت 90 دقيقة، لحظة تسويقية حاسمة بعد سنوات من التقدم البطيء والنكسات، لا سيما بعد أن أدى الإطلاق الفاشل المدمر عام 2014 إلى وفاة أحد أفراد طاقم "فيرجن".
"To all you kids down there..." - @RichardBranson's message from zero gravity. #Unity22 Watch the livestream: https://t.co/5UalYT7Hjb pic.twitter.com/lYXHNsDQcU
— Virgin Galactic (@virgingalactic) July 11, 2021
وقال الرئيس التنفيذي مايكل كولغلازيير بعد إطلاق يوم الأحد: "أعتقد وآمل أننا أظهرنا للعالم اليوم أنه سيكون من الممكن رؤية هذا الكوكب من الفضاء، وكيف يمكن أن يكون ذلك"
وكان الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون قد هبط يوم الأحد من دون أي مشاكل في ولاية نيوميكسيكو الأميركية، بعدما حلّق بضع دقائق في الفضاء في مركبة تابعة لشركته "فيرجين غالاكتيك".
وبهذه السابقة يكون برانسون قد سبق الملياردير جيف بيزوس إلى الفضاء، الذي تنطلق رحلته إلى الفضاء في 20 يوليو/ تموز الجاري.
ووفق الصحيفة الأميركية، كان دور برانسون هو تقييم التجربة للعملاء، انطلاقًا من التدريب، إلى كيفية مساعدة الشركة للركاب على بناء الثقة قبل الإقلاع، وصولًا إلى الإطلاق الفعلي في الفضاء.
وبالنسبة لرواد الفضاء الجدد، أي العملاء المستقبليين، سيتم تبسيط هذه العملية عليهم عبر تحضيرهم لزيارة الفضاء خلال خمسة أو سبعة أيام، على حد قول الرئيس التنفيذي مايكل كولغلازيير.
رحلة "فريدة" للملياردير ريتشارد برانسون إلى الفضاء🚀 https://t.co/Jk8S2C3Vws
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 11, 2021
جدول الرحلات الفضائية
وفي الأشهر القليلة المقبلة، من المقرر أن تقلع رحلتان جديدتان إلى الفضاء، واحدة يديرها طاقم "فيرجن"، والثانية تحمل أعضاء من القوات الجوية الإيطالية.
واعتبارًا من العام المقبل، ستبدأ الرحلات الفضائية التجارية للشركة بشكل جدي؛ حيث تهدف إلى زيادة عدد الرحلات إلى حوالي 400 رحلة سنويًا، بحسب التقرير الأميركي.
وللوصول إلى هذا العدد من الرحلات، يقدر كولغلازيير أن الشركة ستحتاج على الأرجح إلى أعداد إضافية من المراكب الفضائية. وعليه، تستعد "فيرجن غلاكتيك" لبناء منشآت فضائية إضافية، من المحتمل أن تكون في بلدان أخرى.
وتشير "وول ستريت جورنال"، إلى أنه يمكن لحوالي مليوني شخص في العالم الذهاب إلى الفضاء، وذلك نقلًا عن محللي الأسهم في Vertical Research Partners، وذلك مع نمو عدد السكان ذوي الثروة الصافية العالية بنحو 6% كل عام.
كم تبلغ تكلفة السياحة الفضائية؟
في هذا السياق، ليس واضحًا بعد الرقم المحدد الذي سيدفعه رواد الفضاء السائحون؛ لكن في المقابل، تلقت شركة الفضاء Blue Origin أكثر من 20 عرضًا تزيد قيمتها عن 4.8 مليون دولار للحصول على المقعد الأول، في أول مهمة ركاب الأسبوع المقبل، والتي يقول محللون إنها تشير إلى ارتفاع مستوى الطلب على هذه الخدمة.
وتشير "وول ستريت"، إلى أن السياحة الفضائية يمكن أن تدر ما يقرب من 4 مليارات دولار من العائدات السنوية بحلول عام 2030، وفقًا لتقدير من UBS العام الماضي.
وقد اشترى حوالي 600 شخص تذاكر لرحلات الفضاء مع "فيرجن غالاكتيك"، فيما سُجلت آلاف الأسماء على قائمة الانتظار.
وتتراوح تكلفة التذكرة بين 200 إلى 250 ألف دولار؛ لكن UBS تقدر أن سعر التذاكر سترتفع على الأرجح إلى ما بين 300 ألف و400 ألف دولار لكل تذكرة، مع احتمال أن تصبح الأسعار أكثر "شعبية" مع زيادة العمليات وانخفاض التكاليف.