السبت 16 نوفمبر / November 2024

بعد "نيوكوف" المنتشر بين الخفافيش.. ماذا لو مُنعت الأوبئة من المصدر؟

بعد "نيوكوف" المنتشر بين الخفافيش.. ماذا لو مُنعت الأوبئة من المصدر؟

شارك القصة

فقرة حول السلالة الجديدة من كورونا "نيوكوف" في الصين (الصورة: غيتي)
أفاد تحليل أميركي جديد بأن وقف تدمير الطبيعة سيكلف حوالي 20 مليار دولار سنويًا أي 10% فقط من الضرر الاقتصادي السنوي الناجم عن الأمراض الحيوانية المنشأ.

أفاد العلماء بأن منع الأوبئة في المستقبل من المصدر سيكلف جزءًا صغيرًا من الضرر الذي تسببه الفيروسات التي تنتقل من الحياة البرية إلى البشر.

ففي كل عام يموت أكثر من 3 ملايين شخص في المتوسط من الأمراض الحيوانية المنشأ، تلك التي تنتقل من الحياة البرية إلى البشر، بحسب تحليل أميركي جديد، كشفت صحيفة "الغارديان" تفاصيله.

وبحسب التحليل، فإن وقف تدمير الطبيعة، الذي يجعل البشر والحياة البرية في اتصال أكبر وينتج عنه انتشار الأوبئة سيكلف حوالي 20 مليار دولار سنويًا أي 10% فقط من الضرر الاقتصادي السنوي الناجم عن الأمراض الحيوانية المنشأ و5% من قيمة الأرواح المفقودة.

الحاجة لمعالجة الأسباب الجذرية

وينتقد العلماء بشدة النهج التي تتبعها الهيئات والحكومات العالمية التي تركز فقط على منع انتشار فيروسات جديدة بمجرد إصابة البشر، بدلًا من معالجة الأسباب الجذرية أيضًا. 

وقال البروفيسور آرون بيرنشتاين، من مركز المناخ والصحة والبيئة العالمية في جامعة هارفارد، الذي قاد التقييم الجديد: "هذه الفرضية هي واحدة من أعظم أجزاء الحماقة في العصر الحديث".

ويعرض بالتفصيل ثلاثة إجراءات رئيسية: المراقبة العالمية للفيروسات في الحياة البرية وتحسين السيطرة على الصيد والتجارة في الحياة البرية ووقف تجريف الغابات.

ومن المعروف أن الحياة البرية تأوي أعدادًا كبيرة من الفيروسات وتتزايد حالات تفشي المرض في تواترها وخطورتها.

الوقاية أرخص من العلاج

ومنذ بداية جائحة كوفيد-19، حذّر الخبراء مرارًا وتكرارًا من أنه يجب معالجة الأسباب الجذرية. واعتبروا أن حماية الطبيعة أمر حيوي للهروب من "عصر الأوبئة".

وقال بيرنشتاين: "خلاصنا يأتي بثمن بخس لأن الوقاية أرخص بكثير من العلاج. إذا علمنا كوفيد-19 أي شيء، فهو أننا لا نستطيع مطلقًا الاعتماد على إستراتيجيات ما بعد الانتشار وحده لحمايتنا".

وأشار بيرنشتاين إلى أن الإجراء لوقف الأوبئة من المصدر قد تم تجاهله لأن الاستجابة الوبائية كانت بقيادة علماء الطب والمنظمات التي لم تكن على دراية بحماية الطبيعة في منع انتشارها. وقال: "كما أن هذا المنع الأساسي لا ينتج عنه أرباح للشركات".

لغة صارخة

ويستخدم التحليل، الذي نُشر في "سينس أدفانسس"، لغة صارخة غير معتادة في مجلة علمية.

ولفت إلى أن صانعي السياسات البارزين روجوا للخطط التي تجادل بأن أفضل الطرق لمعالجة الكوارث الوبائية المستقبلية يجب أن تتضمن اكتشاف واحتواء التهديدات الناشئة من الأمراض الحيوانية المنشأ.

وقال: "بمعنى آخر، يجب ألا نتخذ إجراءات إلا بعد أن يمرض البشر. نحن نختلف بشدة". 

وينتقد بشكل خاص المجلس العالمي لرصد التأهب "جي بي أم بي" وهي مبادرة مشتركة للبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية ولجنة رفيعة المستوى لمجموعة العشرين بشأن تمويل التأهب للأوبئة، والتي لا تذكر تقاريرها وإستراتيجياتها معالجة التداعيات. 

الفيروسات الحيوانية المصدر

كما يقيّم التحليل كل فيروس حيواني المصدر على مدى القرن الماضي معروف بأنه قتل أكثر من 10 أشخاص، بما في ذلك الإنفلونزا الإسبانية وتفشي إنفلونزا الطيور المتكرر وفيروس ماربورغ وحمى لاسا والإيبولا وفيروس نقص المناعة البشرية ونيباه وغرب النيل وسارس وشيكونغونيا وزيكا وكوفيد -19.

وقام الباحثون بحساب متوسط الوفيات السنوية والتكاليف الاقتصادية لهذه الفيروسات وقارنوها بتكلفة الإجراء لمنع انتشارها. ووجدوا أن فوائد العمل كانت كبيرة لدرجة أنها ستكون فعالة من حيث التكلفة حتى لو قللت من خطر انتشار جائحة كبير بنسبة 1% فقط.

ويشمل الإجراء الموصى به مشروعًا عالميًا لتحديد فيروسات الحياة البرية لتسليط الضوء على النقاط الساخنة للخطر وتطبيق أفضل للضوابط على الصيد والتجارة في الحياة البرية والحد من إزالة الغابات.

ولم يشمل تحليل التكلفة والفائدة الضرر الناجم عن وفيات الأسرة وفقدان الوظائف وتأخر العلاج الطبي وفقدان التعليم أو تكلفة تفشي الفيروس في الماشية أو المحاصيل والتي يمكن أن تصل إلى عدة مليارات من الدولارات.

"نيوكوف"

وفيما لا يزال العالم يصارع المتحور "أوميكرون" سريع الانتشار، وجد فريق من العلماء في مدينة ووهان الصينية نوعًا جديدًا من فيروس كورونا يحمل اسم "نيوكوف" بين الخفافيش، ويمكنه اختراق الخلايا البشرية بطريقة فيروس كوفيد- 19 نفسها.

وعبّر العلماء الصينيون عن مخاوفهم من هذه السلالة المكتشفة حديثًا لفيروس كورونا، التي من المحتمل أن تكون "أكثر فتكًا من المتغيرات السابقة"، بينما يشير الباحثون في جميع أنحاء العالم إلى أنه حتى اليوم لم تتم دراسة مدى خطورة "نيوكوف" على البشر.

ووفقًا للدراسة الصينية، يحتوي "NeoCov" على طفرة واحدة علمًا بأن هذه الدراسة لم تتم مراجعتها بعد.

أما فيروسات كورونا فهي عائلة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تسبب أمراضًا تتراوح بين نزلات البرد إلى المتلازمة التنفسية الحادة "سارس".

وأشارت الباحثة في مجال العلوم الصيدلانية سارة نصر الدين إلى أن هذا المتحور ليس جديدًا، لكنه لا زال في مرحلة لا تمكنه من الانتقال للبشر الآن.

وقالت في حديث إلى "العربي": "اكتشف هذا الفيروس في الخفافيش عام 2012، لكن الحديث عنه الآن بسبب ملاحظة انتشاره بكثرة بين الحيوانات وهو ما يعد خطرًا".

ولفتت نصر الدين إلى أن تفادي انتقاله للبشر غير ممكن، لكن التعويل الأساسي هو على إيجاد لقاح لنيوكوف قبل حدوث ذلك.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close