يشهد موسم الحج في كل عام العديد من حالات الوفاة، وهذا أمر طبيعي، حيث يؤدي ملايين الحجاج الفريضة، بما في ذلك المسنون والمرضى الذين يتعرضون لظروف مناخية قاسية مثل الطقس الحار وضربات الشمس، بالإضافة إلى حوادث أخرى مفاجئة.
لكن الحاج الأردني طارق البستنجي، نال حظًا وفيرًا من التعاطف والنعي على منصات التواصل الاجتماعي حول العالم، حيث انتشرت صورته وأخباره بعد إعلان وفاته، وتفاعل مئات الآلاف من الأشخاص الذين ترحموا عليه ودعوا له بالمغفرة.
ويعود سبب ذلك، كون الحاج البستنجي عضو نقابة المعلمين في الأردن، انتشر له فيديو على منصات التواصل يدعو لأهل غزة، خلال توجهه إلى جبل عرفة لتأدية الركن الأعظم في الحج، حيث كان البستنجي يردد التكبيرات ويدعو الله ليفرج عن أهل غزة ويشفي مرضاهم، ويداوي جرحاهم، ويفك قيد أسراهم.
وبعد عدة ساعات من هذا المقطع، نشر عمه رياض البستنجي منشورًا عبر حسابه على فيسبوك نعى فيه ابن أخيه، وكتب: "الشيخ طارق ابن أخوي يوسف البستنجي مات على جبل عرفة اليوم رحمه الله".
مظاهرة الكرك
وبعد نعي عمه بدأ رواد العالم الافتراضي نعي طارق، ثم خرجت مسيرة في مدينة الكرك الأردنية، لتأكيد أهمية ما فعله البستنجي، تأييدًا لمواقفه من القضية الفلسطينية، ودعمًا للمقاومة في غزة.
من أسباب هذا الاحتفاء بالراحل، ما عرف عنه من مشاركته في العديد من الفعاليات المناصرة لغزة. ومنذ بدأ العدوان الإسرائيلي على القطاع ساهم في أغلب الفعاليات والمناسبات المختلفة التي أقيمت في الأردن تضامنًا مع القضية الفلسطينية وغزة التي كانت شغله الشاغل، كما كتب مقربون منه.
وعلى مواقع التواصل كثير من التفاعل مع قصة الحاج البستنجي.
ويقول الكاتب الفلسطيني أدهم شرقاوي: "انتقل إلى جوار ربه محرمًا، موحدًا، حاملًا هموم أمته، فاللهم أكرم نزله، وكن له خير جار".
من جانبه، علق نافذ أبو خاطر على قصة الحاج طارق، حيث يرى أن هناك مشكلة عندما يصبح الدعاء لفلسطين أمرًا استثنائيًا ويشار إليه، مضيفًا: "اعتقدت أن الأمر ينبغي أن يكون تحصيل حاصل".