بعد نحو 30 عامًا على اختفائها عادت قرية "أشباح" إسبانية إلى الظهور من جديد، بعد أن كانت قد غمرتها المياه منذ عام 1992.
وفي التفاصيل، فقد كانت قرية إسيريدو التي تقع في منطقة غاليسيا شمالي غرب إسبانيا مغمورة في المياه إثر إنشاء سدّ ألتو ليندوسو بالقرب منها، لكنها طفت على السطح مجددًا بشهر فبراير/ شباط الحالي بسبب تراجع مياه السد إلى 15% من سعته بسبب الجفاف.
وتقول ماريا ديل كارمن يانيز عمدة بلدة لوفيوس إن السكان "يشعرون بالحنين لأنهم يرون منزل أحد أفراد أسرتهم أو منزلهم أو منزل شخص يعرفونه يعود إلى الظهور".
وسميّت بقايا القرية الغارقة بـ"قرية الأشباح"، لكنها أصبحت بعد إعادة ظهورها مزارًا لسكان المنطقة والسياح حيث يصف أحد السياح تجربة التجول في القرية "بمشاهدة فيلم حزين".
من جهتها، تروي سائحة أخرى عن تجربتها في قرية إسيريدو مشيرةً إلى أن رؤية هذه المشاهد أمر ممتع ونادر "لذلك أتينا والتقطنا الصور".
إلا أن عودة ظهور القرية الغارقة يأتي في وقت تعاني فيه إسبانيا من الجفاف وقلة الأمطار خلال الأشهر الأخيرة، حيث سجلت البلاد في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021، 35% فقط من متوسط هطول الأمطار الذي شهدته خلال الفترة نفسها من 1981 إلى 2019، وفق "الأسوشييتد برس".
كما كشف تقرير لوزارة البيئة الإسبانية إلى أن خزانات المياه في البلاد لا تستوعب حاليًا سوى 44% من طاقتها، وهي نسبة أقل بكثير من المتوسط البالغ نحو 61% خلال العقد الماضي.
كذلك أعاد ظهور القرية الإسبانية من جديد إلى الأذهان قرية كري قسروكا أو قصر التل في العراق، التي طافت إلى السطح مجدًدا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، بعد أن غمرتها مياه سدّ دهوك قبل نحو 35 عامًا.
وأيضًا كان السبب تراجع منسوب مياه السدّ بشكل غير مسبوق نتيجة الجفاف، فيما كانت في السابق مقرًا لنحو 50 عائلة كردية من عشيرة الدوسكي منذ سبعينيات القرن الماضي.
لكن هجرها أهل العشيرة بحسب المؤرخين العراقيين عام 1974 إثر الحرب العراقية الكردية الثانية، ليعودوا إليها عام 1976 قبل أن يهاجروا نهائيًا عام 1985 تمهيدًا لتشييد سد دهوك بسعة 52 مليون متر مكعب.