دُشّن الأربعاء خط بحري للركاب يربط مدينة مصراتة في غرب ليبيا بمدينة إزمير التركية المطلة على بحر إيجه، إيذانًا باستئناف حركة العبارات بين البلدين بعد أربعين عامًا من توقفها.
وهذا الخط البحري الدولي لنقل المسافرين هو الأول الذي تدشنه ليبيا مع دول أجنبية منذ 25 عامًا.
وقال طه حديد المسؤول في ميناء مصراتة، ثالث أكبر مدينة في ليبيا والواقعة على بعد 200 كلم من العاصمة طرابلس: "هذا هو أول معبر للركاب بعد سنوات طويلة".
وتستمر الرحلة الأولى التي تديرها شركة كفالاي لمدة 48 ساعة، ومن المقرر أن تعود في 7 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
خلال السنوات الماضية، كانت تُسيَّر خطوط بحرية تجارية بشكل منتظم لنقل البضائع بين ليبيا وتركيا، لكن ليس لنقل المسافرين.
وأضاف حديد: "لدينا اتفاقات لبدء روابط جديدة خاصة مع الجارتين مصر وتونس".
الأطول على المتوسط
ويُعتبر الساحل الليبي من بين الأطول على البحر المتوسط، لكن القسم الأكبر منه وكذلك الموانئ غير مستغلة بشكل كاف، خاصة على مستوى الرحلات البحرية للمسافرين.
بل يستخدم الساحل على نطاق واسع في عمليات الاتجار بالبشر، فينطلق منه المهاجرون الحالمون بالوصول إلى أوروبا.
وتحاول ليبيا الخروج من الفوضى التي غرقت فيها منذ سقوط معمّر القذافي عام 2011، من خلال عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة يُفترض أن تؤدي إلى إجراء انتخابات رئاسية في 24 من الشهر الجاري.
وتسببت أعمال العنف التي اندلعت بعد انتفاضة 2011 بإعاقة حركة الليبيين إلى الخارج.
وفي السنوات الأخيرة، كانت معظم الرحلات الجوية معلّقة بسبب انعدام الاستقرار، لكنها بدأت تُستأنف تدريجيًا مع انتهاء القتال بين المعسكرين المتنافسين صيف العام الماضي.
رحلات جوية مع مصر
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية إعادة استئناف الرحلات المباشرة بين ليبيا ومصر.
كما أعلن وزير العمل الليبي علي العابد الرضا عقب عودته من زيارة رسمية في مصر، أن مليون عامل مصري بدأوا دخول ليبيا في أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.
ووقعت طرابلس عقودًا مع القاهرة للتعاون الاقتصادي بقيمة أكثر من 4 مليارات دولار من خلال مشروعات اقتصادية تحتاج إلى هذا العدد من العاملين لتنفيذها.