كشفت وكالة الفضاء الأميركي "ناسا" أمس الخميس، أنها ستعتزم دراسة مهمة رفع التلسكوب الفضائي "هابل" إلى مدار أعلى بهدف إطالة عمره الافتراضي، مع شركة مع "سبيس أكس" التي يملكها الملياردير إيلون ماسك.
وجرى تسجيل تراجع بطيء في مدار التلسكوب الشهير الذي يتموضع منذ عام 1990 على ارتفاع 540 كيلومترًا فوق سطح الأرض. ويعود هذا التراجع إلى الاحتكاك الجوي الذي لا يزال التلسكوب يواجهه، ولو بنسب قليلة.
ولا تتوافر في "هابل" أي وسيلة للدفع الذاتي، وكانت بعثات مكوكات الفضاء الأميركية هي التي تتولى تصحيح ارتفاعه في الماضي.
أما المهمة الجديدة المقترحة، فتتمثل في استخدام صاروخ "دراغون" التابع لشركة "سبيس إكس" لهذا الغرض.
An unfunded Space Act Agreement to conduct a study of a commercial mission to boost Hubble’s orbit and extend its operations was signed by @NASA and @SpaceX – a mission concept that may be applied to other spacecraft and commercial vehicles: https://t.co/b0Sv64okuI pic.twitter.com/ROiwMAj0l7
— Hubble (@NASAHubble) September 29, 2022
وأوضح المدير العلمي في "ناسا"، توماس زوربوكن لوسائل الإعلام: "قبل بضعة أشهر، تواصلت سبيس إكس مع ناسا طارحةً فكرة إجراء دراسة لمعرفة ما إذا كان بإمكان طاقم رحلة تجارية المساعدة في رفع" موقع "هابل"، مضيفًا أن الوكالة قبلت إجراء هذه الدراسة التي لا ترتّب عليها أية تكلفة مالية.
وأكد زوربوكن أن لا خطط ملموسة حاليًا لتنفيذ أي مهمة من هذا النوع أو لتمويلها، في انتظار التعمق في درس كل الصعوبات الفنية التي تنطوي عليها.
ومن أبرز العقبات، عدم توافر ذراع آلية في صاروخ "دراغون" خلافًا لما كانت الحال مع المكوكات الفضائية، مما يستدعي تاليًا إجراء تعديلات.
واقترحت "سبيس إكس" الفكرة بالشراكة مع برنامج "بولاريس"، وهي شركة رحلات فضائية خاصة. وقال مدير مشروع "هابل" باتريك كراوس: من المقرر حاليًا أن يبقى التلسكوب في الخدمة حتى نهاية العقد الجاري، مع احتمال أن يفقد التلسكوب 50% من مداره بحلول سنة 2037.
"أهم الأدوات العلمية"
ويُعتبَر "هابل" أحد أهم الأدوات العلمية في التاريخ، ويواصل إجراء اكتشافات مهمة، من بينها رصده هذه السنة أبعد نجم فردي على الإطلاق وهو "إيرندل" الذي استغرق ضوؤه 12,9 مليار سنة للوصول إلى الأرض.
كما كشف "هابل" إلى جانب تلسكوب "جيمس ويب" الخميس، عن مشاهد مفصلة لاصطدام مركبة ناسا الفضائية "دارت" بكويكب ديمورفوس الإثنين، وهي صور ستساعد العلماء في فهم المسار المرتقب لتغيير المدار.
وكانت هذه المرة الأولى التي يُستخدم فيها التلسكوبان الفضائيان المشهوران لرصد الجسم السموي نفسه في وقت واحد: وهو كويكب يقع على بعد 11 مليون كيلومتر من الأرض، شكّل هدف أول اختبار للدفاع الكوكبي في العالم.
ومساء الإثنين، صدمت مركبة "دارت" الفضائية التي يقل حجمها قليلاً عن حجم سيارة، عمدًا كويكب "ديمورفوس" بهدف تغيير مساره، في إطار اختبار غير مسبوق للوكالة يهدف للدفاع عن كوكب الأرض من الكويكبات ومنع الأجسام الكونية من تدمير الحياة على الأرض، حيث نشرت "ناسا" صورًا حصرية للاصطدام في مشاهد كانت أقرب إلى الخيال العلمي.