نفذ مستوطنون عمليات تجريف تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، للجهة الجنوبية الشرقية من ساحات المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وأوضح مدير أوقاف الخليل الشيخ جمال أبو عرام أن الاحتلال بدأ رسميًا بالتأسيس لإنشاء مصعد للمستوطنين على حساب ساحات الحرم ومعالمه التاريخية والحضارية.
وأشار إلى أن ما يقوم به الاحتلال من حفريات وتخريب متعمد بمحاذاة منطقة "صور القلعة" حيث قاعدة المصعد المزمع إقامته، ما هو إلا بداية لعمليات حفر وتدمير ستطال مساحات كبيرة من الحرم.
وحذّر من أن نجاح الاحتلال في تنفيذ مخططاته وصولًا إلى باب الحرم يمثل طمسًا كاملًا وتغييرًا كبيرًا لمعالم الحرم الإبراهيمي.
واعتبر أبو عرام أن ما يقوم به الاحتلال يمثل سابقة خطيرة بحق هذا الموروث التاريخي والديني، ضاربًا بعرض الحائط كل المواثيق والقرارات الدولية التي تدعو إلى المحافظة عليه وحماية هذا التراث الحضاري.
وكانت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو قد قررت عام 2017، إدراج الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي.
"مصعد للمستوطنين"
بدوره، قال مدير الحرم الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو اسنينة لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" إن "مجموعات من المستوطنين وقوات الاحتلال، تقوم بأعمال حفر وتخريب في ساحة الحرم الإبراهيمي، حيث تم إدخال معدات ثقيلة إلى الموقع، ونصبوا خيمة قبل أسبوع في الجهة الجنوبية الشرقية من ساحات الحرم، لإخفاء ما تقوم به من أعمال حفريات وتخريب مستمرة استكمالًا للمشروع الاستيطاني بإقامة مصعد للمستوطنين".
وأضاف أن قوات الاحتلال طردت الفلسطينيين وممثلي وزارة الأوقاف ولجنة إعمار الخليل الذين حاولوا منع الحفريات، وأحضرت رافعة كبيرة لإخراج مخلفات عمليات الحفر والتخريب بطريقة سرية.
وكانت سلطات الاحتلال شرعت في شهر أغسطس/ آب الماضي بتنفيذ مشروع تهويدي على مساحة 300 متر مربع من ساحات المسجد الإبراهيمي ومرافقه، يشمل تركيب مصعد كهربائي، لتسهيل اقتحامات المستوطنين، وتم تخصيص 2 مليون شيقل لتمويله.
ومنذ عام 1994، يُقسَّم المسجد إلى قسمين: قسم خاص بالمسلمين، وآخر باليهود، وذلك إثر قيام مستوطن بقتل 29 فلسطينيًا في صلاة الفجر، في 25 فبراير/ شباط من العام ذاته.
الاحتلال يجرف أراضي زراعية
وفي سياق متصل، جرفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أراضٍ زراعية واقتلعت عشرات أشتال الزيتون واللوزيات، وهدمت جدرانًا استنادية وخزانًا للمياه في بلدة بتير غرب بيت لحم جنوب الضفة.
وأفاد المدير التنفيذي لمجلس الخدمات المشتركة للريف الغربي خليل معمر لـ"وفا"، بأن قوة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات كبيرة اقتحمت منطقة القصير والخمار، وشرعت بتجريف أراضٍ زراعية تقدر مساحتها بنحو 40 دونمًا، وهدم جدران استنادية وخزان للمياه.
كما اقتلعت عددًا من أشتال الزيتون واللوزيات، كما جرفت طريقًا تمر من وسط أراضي المواطن محمد فهد عوينة، للوصول إلى الأراضي الزراعية التي يجري تجريفها.
فلسطين تطالب بوقف حالة الاستقواء الاستيطاني
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، هجمات المستوطنين المتصاعدة ضد المواطنين الفلسطينيين وبلداتهم وقراهم وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، والتي تتم بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
واعتبرت الوزارة في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن ذلك يشكل إمعانًا إسرائيليًا رسميًا في تغيير الواقع التاريخي والقانوني والديمغرافي القائم في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وفرض مزيد من التغييرات الاستيطانية على الأرض سعيًا منها لإجبار الأطراف الفلسطينية والإقليمية والدولية على التعامل معها كحقائق مُسلّم بها، ولا يمكن تجاوزها في أية ترتيبات سياسية مستقبلية.
وأشارت إلى أن النتيجة واحدة لهذه الإجراءات الاستيطانية الاستعمارية التي تتكرر يوميًا وهي أن سلطات الاحتلال تُسابق الزمن في حسم مستقبل قضايا الحل النهائي التفاوضي من جانب واحد بالقوة، وفقًا لخارطة مصالحها الاستعمارية الممتدة من النهر إلى البحر.
وحمّلت الوزارة حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة والمباشرة عن انتهاكات قوات الاحتلال وأذرعها المختلفة بما فيها منظمات المستوطنين المسلحة.
ورأت الوزارة أن هذا الواقع الملموس يهدد حقوق الشعب الفلسطيني، وهو واقع لا يقوى على منع مزيد من الاستيلاء على الأراضي والبناء الاستيطاني، ما يستدعي التفكير بنمطية مختلفة للخروج عن المألوف لإجبار المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته في وقف حالة الاستقواء الاستيطاني الاستعماري على فلسطين.