Skip to main content

بوتين يريد الضغط على أوكرانيا والناتو.. هل بات الغزو الروسي وشيكًا؟

الجمعة 11 فبراير 2022

تبدو الإدارة الأميركية على يقين أكثر من أي وقت مضى من عمر الأزمة الأوكرانية أن القرار الروسي بغزو كييف قد يحصل في أي لحظة.

لكن بالقدر الذي يبدو فيه الاعتقاد الأميركي حاسمًا هذه المرة بأن الحرب ستقع، يحاول الأميركيون أخذ مسافة منها. فالرئيس الأميركي جو بايدن قال إن بلاده لن تتدخل عسكريًا في الأزمة، داعيًا مواطنيه إلى مغادرة أوكرانيا على وجه السرعة.

في غضون ذلك، تستمر المساعي الأوروبية الحثيثة لمواصلة التفاوض بحثًا عن مخرج دبلوماسي.

إلا أن محادثات كثيفة في الأيام الأخيرة فشلت في إحراز تقدم نحو حل لهذه الأزمة التي يصفها الغربيون بأنها الأخطر منذ نهاية الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود.

ورغم إعلانها أن لا نية لها للهجوم، تواصل موسكو حشد جيشها على الحدود الأوكرانية.

فقد أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية ونشرتها شركة أميركية خاصة موجات انتشار جديدة للجيش الروسي في عدة مواقع بالقرب من أوكرانيا.

ما سبب تباين المواقف في الإدارة الأميركية؟

المتحدث السابق باسم البنتاغون جيفري غودرن يرى أن روسيا حشدت أكثر من 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا منذ أكثر من شهر، لافتًا إلى أن بايدن يرغب في توجيه رسالة مفادها أن واشنطن ستدعم حلفاءها في أوروبا.

غودرن الذي استبعد في حديث إلى "العربي" من واشنطن أن تقدم روسيا على غزو أوكرانيا، عزا التباين في التصريحات حيال هذه الأزمة بين البنتاغون والخارجية الأميركية إلى غياب التنسيق بين فريق إدارة الرئيس الأميركي، ولذا تصدر رسائل مختلفة من واشنطن.

وقال إن اتهامات وجهت للرئيس بايدن ولدونالد ترمب من قبله بأنهما كانا متساهلين مع الروس، لافتًا إلى مطالبات أميركية بأن يكون الرئيس الأميركي أكثر قسوة مع الجانب الروسي.

هل يحصل الغزو في 15 فبراير؟

الصحافية الروسية إفدوكيا موسكفينا أشارت إلى أن هناك فكرة تتحدث عن أن الغزو قد يحدث في 15 فبراير/ شباط الحالي حيث يكون الطقس مناسبًا لعبور الدبابات، إلا انها شددت على أنه لا يمكن الجزم بحصول هذا الأمر على أرض الواقع.

وقالت لـ"العربي" من موسكو إن الشعب الروسي لا يرغب في حصول حرب، لافتة إلى أن على الحكومة الروسية أن تثبت عددًا من الأمور والنقاط قبل أن تشرع بحرب مماثلة.

ولفتت إلى أن العقوبات الجديدة التي قد تفرض على موسكو بحال غزوها لأوكرانيا قد تكون أكثر تأثيرًا وقسوة من تلك التي فرضت على روسيا عام 2014.

ورأت أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موسكو والحوار الدولي مع روسيا كان أحد الأهداف التي سعى إليها الرئيس الروسي.

"محاولة للضغط على الرأي العام"

مدير مركز أوراس للدراسات الاستراتيجية رمضان أوراغ رأى أن المناورات الروسية هي محاولة للضغط على الرأي العام وخاصة الغربي.

ولفت في حديث إلى "العربي" من كييف إلى أن أوكرانيا تنظر إلى خطوات بوتين بحذر نظرًا إلى التحشيد العسكري الروسي الكبير على الحدود، معتبرًا أن مناورات موسكو مع بيلاروسيا ليست موجهة فقط للجانب الأوكراني بل أيضًا إلى حلف شمال الأطلسي.

ورأى أن بوتين يرغب في أن يضغط بملفين، الأول هو الملف الأوكراني، والثاني توسع حلف الناتو، مستبعدًا أن يقدم الرئيس الروسي على خطوة اجتياح أوكرانيا حاليًا أو في المستقبل المنظور "لأن هذا الأمر سيشكل كارثة وسيخلق متاعب جمة لموسكو".

وشدد على أن الذهاب نحول الحل العسكري هو بداية نهاية لروسيا، مشيرًا إلى أن الحديث عن توقيت لبدء الحرب هو من باب التهويل الإعلامي للضغط على الخصوم للقبول بالشروط.

المصادر:
العربي
شارك القصة