الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

بولتون لـ"العربي": إيران تهدّد أمن المنطقة.. ماذا قال عن حل الدولتين؟

بولتون لـ"العربي": إيران تهدّد أمن المنطقة.. ماذا قال عن حل الدولتين؟

شارك القصة

قدّم بولتون رؤيته لحل الصراع العربي - الإسرائيلي، معلنًا تأييده للانسحاب من الاتفاق النووي، واصفًا ترمب بأنه "حالة شاذة".

اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون أن التهديد الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط هو إيران، مؤكدًا أن انسحاب الرئيس السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي عام 2018، كان "الخيار الأكثر صوابًا".

وقدّم بولتون، في مقابلة خاصّة لبرنامج "وفي رواية أخرى" من "العربي" من واشنطن، رؤيته لحل الصراع العربي-الإسرائيلي، والتي تقوم على حل "الدول الثلاث"، مشيرًا إلى أن حل الدولتين "لن يكون".

ورأى أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي فشلا في الردّ على ارتكابات النظام السوري بحقّ مواطنيه، معتبرًا أن الولايات المتحدة تُخطئ عندما تتدخّل في مساعي بناء الدول الأخرى.

ترمب حالة شاذة

واعتبر بولتون أنّ الرئيس ترمب "حالة شاذة في التاريخ الأميركي، حيث وصل إلى الرئاسة من دون معرفة أو خبرة في الشؤون الخارجية ومن دون أي فكر سياسي، أو إيديولوجيا أو فلسفة"، مضيفًا أن "مقاربته للسياسة الخارجية كانت تقوم على الصفقات".

وإذ أكد أنه كان محافظًا منذ أن كان طالبًا في الجامعة، أوضح أن ما يعنيه ذلك هو "الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة في العالم"، لكنّه، في الوقت نفسه، أكد أنه على الولايات المتحدة "عدم الانخراط في مساعي بناء الدول، وإنشاء أشكال من الحكم والمجتمعات في العالم، لأن هذا من شأن الشعوب التي تقرّر ما يناسبها، سواء في أفغانستان أو العراق، أو غيرها من الدول".

وعن التحاقه بإدارة ترمب رغم الاختلاف في الإيديولوجيات والتوجّهات بينهما، قال بولتون: إن ترمب قام بخطوات كثيرة وأدلى بتصريحات منسجمة مع التفكير السائد في أوساط الحزب الجمهوري حول قضايا تتعلّق بالأمن القومي الأميركي، وبالتالي "اعتقدت أن أي رئيس يصل إلى البيت الأبيض سيعي حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه، ويُدرك تبعات القرارات التي سيتّخذها، وهذا يسري على ترمب مثل غيره من الرؤساء السابقين، لكن اتّضح لي أنني لم أكن على صواب".

وأوضح أن مستشار الأمن القومي الأميركي ليس "صانع القرار"، بل عليه تنسيق وجهات نظر جميع المسؤولين البارزين في الإدارة الأميركية وتقييم ما لها وما عليها، وبحث الخيارات أمام الرئيس وطرحها عليه بإنصاف واتزان لاتخاذ القرار وضمان تنفيذه.

وأشار إلى أن الأمر لم يكن سهلًا مع رئيس مثل ترمب، لأن "النظام والإجراءات ليسا شأنين يوليهما الرئيس كثيرًا من الاهتمام. لذا، فإن الشقّ الأصعب من المهمة كان السعي إلى توضيح الخيارات المتاحة للرئيس لاتخاذ القرار".

سوريا: فشل أميركي في الردّ على النظام السوري

وحول الملف السوري، قال بولتون: إن الردّ الأميركي على الهجمات الكيميائية التي شنّها النظام السوري على مواطنيه، لم يكن كافيًا لردع النظام، لا بل كان فاشلًا على غرار ردّ فعل المجتمع الدولي منذ عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وأضاف أنّ توجيه ضربة عسكرية ضدّ النظام السوري على خلفية استخدام الأسلحة الكيميائية يختلف عن وجود القوات العسكرية الأميركية في إطار تحالف عسكري هدفه الأساسي محاربة "تنظيم الدولة" في شمال شرقي سوريا، ولكنّهما يتشابهان من جانب واحد وهو أن مصلحة الولايات المتحدة كانت تقتضي التحرّك لتحقيق السلم والأمن في المنطقة.

إيران.. التهديد الرئيسي في الشرق الأوسط

وأكد بولتون أن التهديد الرئيسي للسلم والأمن الدولي في الشرق الأوسط هو إيران، ليس بسبب برنامجها النووي فقط، بل أيضًا "لدعمها الإرهاب وتزويد الحوثيين في اليمن وحزب الله اللبناني بالسلاح، ودعمها للنظام السوري، إضافة إلى أنشطتها العسكرية المعهودة في العراق وسوريا، والتهديد الذي تمثّله للدول العربية الأخرى وإسرائيل".

وعن الاتفاق النووي، قال بولتون: "أعتقد أن انسحاب ترمب من الاتفاق عام 2018، كان الخيار الأصوب". وأوضح أنه كان "يصعب إصلاحه من خلال أي مفاوضات يقبل بها النظام الإيراني".

واعتبر أن الشعب الإيراني "لا يعاني بسبب العقوبات الأميركية بل لأن النظام الإيراني مسؤول عن سوء إدارة الاقتصاد طيلة أربعين عامًا، وهو الذي اضطهد الشعب الإيراني، وسعى وراء القدرة النووية وعرض شعبه للمخاطر".

وقال: إنّ "نظام الملالي اليوم في موقف ضعيف أكثر من أي وقت مضى، وأن الشعب يريد الإطاحة بالنظام، وأعتقد أننا سنشهد سقوط النظام والحرس الثوري قريبًا"، حسب قوله.

فلسطين و"حلّ الدول الثلاث"

وفي الشأن الفلسطيني، رأى بولتون أن حلّ الدولتين "ليس فكرة مجدية، ولا توفّر الاستقرار السياسي للفلسطينيين، أو تشكّل أساسًا مقنعًا يُبنى عليه في النمو الاقتصادي والاستثمار".

وطرح فكرته لـ"حلّ الدول الثلاث الذي يقوم على إعادة غزة إلى مصر، مثلما كانت عليه الحال قبل حرب 1967، بينما تتّفق إسرائيل والأردن على طريقة لتقاسم الضفة الغربية".

ورأى أن "حلّ الدول الثلاث يدمج الفلسطينيين في اقتصادات حيوية، ويوفّر ازدهارًا اقتصاديًا للفلسطينيين، أكثر مما توفّره دولة منقسمة إلى دولة أخرى وغير مترابطة اقتصاديًا".

وأكد بولتون أنه "لن يكون هناك حلّ الدولتين، وما قدّمته هو تجسيد عملي للتطلّعات السياسية المشروعة للفلسطينيين".

إسرائيل واتفاقات التطبيع

واعتبر بولتون أن المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، تغيّر جوهريًا بسبب التهديد الإيراني، مضيفًا أن عددًا من الدول العربية، على غرار الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، تتشاطر الآراء نفسها مع إسرائيل حول أن التهديد الأبرز للسلم والأمن والإنماء الاقتصادي، والاستقرار الإقليمي، يتمثّل في إيران، ولذلك شهدنا توقيع اتفاقيات "إبراهام".

وقال: "نحن أمام مرحلة حاسمة، حيث إن وتيرة التغيير في الشرق الأوسط تبعث على التفاؤل، ومن شأن إنهاء النزاعات السياسية، وأحيانًا العسكرية أن يجعل ما كان مستحيلًا في السابق ممكنًا في الوقت الراهن".

ترمب وعلاقة حب مع المستبدّين

وعن علاقة ترمب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والرئيس الصيني شي جينبينغ، قال بولتون: إنّ ترمب "كان يحبّ الزعماء الأقوياء المستبدين".

وأعرب عن سعادته لأن "إدارة ترمب لم تتوصّل إلى أي اتفاق مع بيونغيانغ".

وأضاف أن ترمب "لم يكن يأبه باضطهاد الإيغور، ولا بإنهاء الصين اتفاقية نظام الدولة الواحدة، ولا باضطهاد الفالونغونغ أي المسيحيين في الصين، وأن تركيزه كان منصبًا دائمًا على إعادة انتخابه، ولذلك رأى أن توقيع صفقة تجارية جيدة مع الصين، ستكون صفقة القرن، وبالتالي ستُساعد في إعادة انتخابه".

لن يترشّح للرئاسة

وعن خلافه مع ترمب، قال: "عندما أدركت أنني لم أكن صائبًا حين افترضت أن حجم المنصب ومسؤولياته ستجعل من عملية اتخاذه القرار أكثر نضجًا؛ بدأ الخلاف بيننا".

وأكد أنه "هو من استقال من الإدارة الأميركية، وأنه كتب خطاب استقالة موجزًا قبل أشهر من تقديمها".

وعن إصداره كتابه، قال: "شعرت أنه من واجبي تقديم وصف حقيقي للأمور خلال عهد ترمب، وهو الأمر ذاته الذي فعلته بعد مغادرتي إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن".

وأكد بولتون ألا خطط لديه للترشّح للرئاسة الأميركية، وأنه منصبّ على إصلاح الضرر الذي ألحقه ترمب بالحزب الجمهوري.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close