قام المخرج اللبناني الشاب أنتوني مرشاق بأرشفة مرحلة ما بعد انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 أغسطس/آب الماضي، حيث رصد في فيلمه تفاصيل الدقائق الأولى التي تلت حدوث الانفجار.
أصيب مرشاق بالانفجار، فقد كان يومها في شارع مار مخايل المتاخم للمرفأ منهمكًا بالعمل على وثائقي آخر يدعو من خلاله الشباب لعدم الهجرة من لبنان. وانتُزعت نحو 80 قطعة زجاج من جسده.
يقول مرشاق في حديث إلى "العربي" من بيروت: "عندما أفقت بعد 40 يومًا على الإصابة قررت أن أوثق ما عشته انطلاقًا من واجبي بصفتي مخرجًا". ويضيف: "قررت أن أعود إلى الشارع حيث أصبت لأبحث عن أدلة ومواد تشكل قيمة مضافة لعملي الوثائقي".
ينقل الفيلم الوثائقي "بيروت بعد الأربعين" تجربة مرشاق لكنه يعكس ما عاشه كل لبناني كان في مكان الانفجار أو في محيطه لحظة وقوعه.
يروي مرشاق لـ"العربي" تفاصيل لحظات الانفجار وذكريات ذلك اليوم "المخيفة". كانت التجربة الذاتية الدافع والوسيلة لنقل لحظات حقيقية عاشها المخرج الذي استعان بلقطات التقطتها كاميرات المراقبة في أكثر من مكان، عند وقوع الانفجار وعند نقله إلى المستشفى بعد الإصابة.
وحقق الفيلم حضورًا هامًا على منصات السينما العالمية بحيث فاز بسبع جوائز في كل من لندن والبرازيل وأميركا الجنوبية وغيرها. ويستعد الفيلم للمشاركة في مهرجانات مقبلة.
ويقول مرشاق: "أنا حزين لأن الفيلم يحقق جوائز استنادًا على تجربة آلامنا ومآسينا". ويضيف: "لم نستطع أن نتخطى 4 أغسطس بعد".