تستقطب الرياضات التقليدية من كرة القدم وكرة المضرب و"الفورمولا وان" ملايين الناس حول العالم في بطولات عالمية ذائعة الصيت.
لكن بعيدًا عن الرياضات التقليدية، تتميّز بعض دول العالم بأنشطة فريدة، لم نكن نعرف حتى أنّها مسابقات رياضية حقيقية.
إلا أنّ هذه الأنشطة تستقطب مشاركين وجماهير غفيرة، بل وتقام لها بطولات عالمية، وتخصّص لها جوائز وألقاب.
أنشطة لم نكن نعرف أنها رياضات حقيقية
هل كنت تعرف مثلاً أنّ أكل الهوت دوغ يُعَدّ رياضة بل إنّ منافسات شائعة تدور بشأنها في الولايات المتحدة؟ وهل سمعت سابقًا عن "بطولة الضرب الروسية"، التي ليست سوى الاسم المتعارف عليه لرياضة "صفع الوجه"؟
ولأنّ الأمثلة عن مثل هذه الأنشطة التي لا شكّ أننا لم نكن نعلم أنّها رياضات حقيقية، أكثر من أن تُعَدّ وتحصى، رصد موقع "ليست فيرس" (listverse.com) بعض أكثر الرياضات الفريدة والمثيرة التي يمكن التنافس فيها.
مصارعة أصابع القدم
مصارعة أصابع القدم هي رياضة غامضة نسبيًا نشأت في المملكة المتحدة. وقواعد اللعبة بسيطة: يقوم خصمان بتثبيت أصابع قدميهما معًا، ومحاولة تثبيت قدم الخصم على الأرض. وأول شخص ينجح في تثبيت قدم خصمه لمدة ثلاث ثوانٍ يفوز بالمباراة.
وتجذب مصارعة أصابع القدم جمهورًا وفيًا، إذ تُقام بطولات عالمية سنويًا في المملكة المتحدة لهذه الرياضة، حيث يجتمع المتنافسون من جميع أنحاء العالم للتنافس على لقب بطل العالم.
وأحد الأسباب التي جعلت مصارعة أصابع القدم تحظى بشعبية كبيرة، هي أنها رياضة يمكن لأي شخص المشاركة فيها، بغضّ النظر عن العمر أو مستوى المهارة. كما أنّها لا تتطلّب الكثير من المعدات أو التدريب المكلف، وهي طريقة ممتعة لممارسة الرياضة والاختلاط بالآخرين.
كرة القدم النارية
كرة القدم النارية هي نسخة مثيرة وفريدة من نوعها للرياضة الكلاسيكية الشعبية. تُستخدم فيها كرة كبيرة مشتعلة، مما يضيف عنصرًا من الخطر والإثارة إلى اللعبة.
يرتدي اللاعبون معدات واقية، ويجب أن يكونوا ماهرين في تقنيات كرة القدم والسلامة من الحرائق للمشاركة. والهدف هو نفسه كما في كرة القدم التقليدية، تسجيل الأهداف بركل الكرة في شباك الفريق المنافس.
وكرة القدم النارية ليست رياضة فحسب، بل هي أيضًا شكل من أشكال الفن، إذ تؤدي النيران المنبعثة من الكرة عرضًا ساحرًا حيث يتمّ ركلها وتمريرها في جميع أنحاء الملعب. وتتطلّب اللعبة ردود أفعال سريعة وخفة حركة وعملا جماعيا، مما يجعلها طريقة رائعة لبناء الصداقة الحميمة والروح الرياضية بين اللاعبين.
ومع ذلك، تُعتبر السلامة دائمًا أولوية قصوى في كرة القدم النارية، إذ يشرف محترفون مدربون على اللعبة، ويتم تنفيذ إرشادات سلامة صارمة لضمان عدم إصابة أي شخص.
تُلعب الرياضة في بيئة خاضعة للرقابة، ويجب على اللاعبين اتباع جميع بروتوكولات السلامة للمشاركة.
"غوانا بولينغ" (Goanna Pulling)
"غوانا بولينغ" هي رياضة أسترالية تقليدية، يُواجه فيها شخصان بعضهما البعض بحزام جلدي ثقيل حول رقابهما، ثمّ يسحبان بعضهما البعض على غرار لعبة "شدّ الحبل".
في البداية يستلقي المشاركون على بطونهم، ثمّ يرفعون أجسامهم العلوية، حيث يتمّ وضع الأحزمة الجلدية حول أعناقهم.
وتكتسب الرياضة اسمها من الوضعية التي يتخذها المشاركون، والتي تُحاكي سحلية "غوانا".
وتعود أصول الرياضة إلى القرن التاسع عشر. ومع ذلك، أُقيمت أول بطولة أسترالية وطنية للرياضة في العالم عام 1984، في مدينة وولي بنيو ساوث ويلز.
لا تقتصر الرياضة على القوة، بل يتعلق الأمر بالاستراتيجية والتقنية. ويحتاج اللاعبون إلى معرفة كيفية وضع أجسامهم، والشدّ لممارسة أقصى قوة على خصمهم.
ومع ذلك، فإن الرياضة لا تخلو من مخاطر، إذ يمكن أن يعاني اللاعبون من إصابات مثل إجهاد العضلات، والالتواءات، وأحيانًا الكسور. ولهذا السبب يتم اتخاذ تدابير السلامة لضمان ممارسة الرياضة في بيئة آمنة.
ترويض خيول العصا (Stick Horse Dressage)
رياضة ترويض خيول العصا هي أحد أنواع الفروسية التي تحظى بشعبية كبيرة، والتي تكتسب قوة دفع. إنها تنطوي على استخدام حصان العصا، لعبة الحصان الخيالية المصنوعة من عصا مع رأس حصان متصل بالأعلى، لأداء حركات الترويض.
وهي ليست نشاطًا ممتعًا وترفيهيًا فقط، بل طريقة رائعة لتحسين التوازن والتنسيق ومهارات الفروسية بشكل عام. إنها طريقة مسلية لتعلّم الترويض من دون الحاجة إلى حصان حقيقي.
وتحظى مسابقات ترويض خيول العصا بشعبية متزايدة، حيث يتنافس الفرسان من جميع الأعمار ومستويات المهارة في الأحداث الوطنية في فنلندا. ويتمّ تقييم الفرسان بناءً على قدرتهم على أداء حركات الترويض، تمامًا كما هو الحال في مسابقات الترويض الحقيقية.
وغالبًا ما تقام المسابقات في جو من المرح والاسترخاء، حيث يرتدي الفرسان وخيولهم أزياء ملوّنة.
صفع الوجه
رياضة صفع الوجه، المعروفة أيضًا باسم "بطولة الضرب الروسية"، هي رياضة فريدة وغير تقليدية. تتضمّن الرياضة اثنين من الخصوم يقفان بوجه بعضهما البعض، ويتناوبان على صفع وجهي بعضهما بشكل قوي.
في حين أن الرياضة قد تبدو غريبة بالنسبة للبعض، إلا أنّها أصبحت مشهدًا آسرًا للمشاركين والمتفرّجين على حد سواء.
في مباراة صفع الوجه، يُظهر المتنافسون مرونة جسدية وعقلية هائلة. والقواعد بسيطة، حيث يتناوب كل لاعب على صفع خصمه، ويخرج منتصرًا من يُقاوم الصفعات أو يُقدّم أقوى الضربات وأكثرها دقة. والمثير للدهشة أن هذه الرياضة تتطلّب قوة هائلة واستراتيجية وقدرة على التحمل.
يمكن أن يُعزى ارتفاع شعبية الرياضة إلى انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استحوذت الصفعات المذهلة والمنافسات الشرسة على انتباه الملايين في جميع أنحاء العالم. وبعيدًا عن عامل الترفيه، تُظهر رياضة صفع الوجه مرونة الإنسان وقدرته على تحمّل التحديات الشديدة.
ومع ذلك، هناك مخاوف بشأن السلامة والمخاطر المحتملة المرتبطة بصفع الوجه. ويجب وضع اللوائح والتدابير الوقائية لضمان سلامة المشاركين.
بوزكاشي (Buzkashi)
"بوزكاشي" هي لعبة تقليدية ومثيرة تُمارس في أفغانستان وآسيا الوسطى وأجزاء أخرى من العالم. وهي معروفة أيضًا باسم "كوكبار" (Kokpar) و"أولاك تارتيش" (Ulak Tartysh)، و"أوغلاك تارتيس" (Oglak Tartis).
وتُمارس اللعبة على ظهور الخيل، بهدف الاستيلاء على جثة مقطوعة الرأس من ماعز أو عجل، ويتمّ استبدال هذا الجانب التقليدي أحيانًا بكرة لتمثيل الحيوان بشكل رمزي، وحمله إلى الطرف الآخر من الملعب أثناء صده من قبل لاعبين آخرين.
وتشتهر اللعبة بطبيعتها الخشنة والخطيرة، حيث غالبًا ما يصطدم اللاعبون ببعضهم البعض ويسقطون عن خيولهم. تتطلب اللعبة الكثير من المهارة والقوة الجسدية والشجاعة، ويمكن لأفضل اللاعبين فقط التفوّق فيها.
"بوزكاشي" ليست مجرد لعبة، بل هي حدث ثقافي يجمع الناس معًا احتفالا بتقاليدهم. وغالبًا ما تُمارس اللعبة خلال المهرجانات والمناسبات الخاصة، وهي مصدر فخر واعتزاز للاعبين ومجتمعاتهم.
وعلى الرغم من طبيعتها العنيفة، فإن لعبة "بوزكاشي" تحظى باحترام كبير، وتعتز بها في المناطق التي تُمارس فيها. إنها ترمز إلى مرونة وقوة الأشخاص الذين يمارسونها، وارتباطهم بتاريخهم وثقافتهم.
"أكل الهوت دوغ"
أصبحت مسابقات "أكل الهوت دوغ" شائعة في الولايات المتحدة، حيث يُتابع العديد من الأشخاص المشاركين وهم يأكلون أكبر عدد ممكن من النقانق في غضون فترة زمنية محددة.
وبينما قد يجد البعض أن المنافسة مسلية، يُجادل البعض الآخر بأنها تُعزّز عادات الأكل غير الصحية، وتُمجّد الإفراط في تناول الطعام.
وأشهر هذه المسابقات هي مسابقة "Nathan's Famous Hot Dog Eating" التي أُقيمت في 4 يوليو/تموز الماضي في كوني آيلاند بنيويورك. ويستقطب الحدث الآلاف من المتفرّجين، ويتمّ بثه على التلفزيون الوطني منذ عقود. وشهدت المنافسة في السنوات الأخيرة منافسة شرسة بين حامل اللقب جوي تشيستنات ومنافسيه.
وعلى الرغم من الانتقادات، فقد تم استخدام مسابقات أكل "الهوت دوغ" لأهداف خيرية، وجمع الأموال لبنوك الطعام وغيرها من المنظمات غير الربحية.
"كرة زوربينغ"
"كرة زوربينغ" هي رياضة فريدة ومثيرة تتضمّن التدحرج أسفل تل داخل كرة عملاقة قابلة للنفخ. والكرة مصنوعة من البلاستيك الشفّاف، مما يزيد من المتعة حيث يمكنك رؤية العالم من حولك وأنت تتدحرج. وتُعدّ الرياضة نشاطًا ممتعًا لجميع الأعمار، وهي مثالية لأولئك الذين يستمتعون بالمغامرات في الهواء الطلق.
ويمكن ممارسة الرياضة بمفردك أو مع الأصدقاء، وهناك أنواع مختلفة من الرياضة التي يمكنك تجربتها، بما في ذلك " zorb soccer".
و"هيدرو زورب" هي النوع الأكثر شيوعًا من رياضة الزوربينغ، والذي يتضمّن إضافة الماء إلى الكرة من أجل رحلة زلقة. وهذا النوع من الرياضة مثالي لأيام الصيف الحارة، ويضيف مستوى جديدًا من الإثارة للتجربة.
ويمكن ممارسة الرياضة على الثلج، المعروف باسم "زوربينغ على الثلج". ويوفّر هذا النشاط الشتوي الرائع طريقة فريدة لتجربة التلال المغطاة بالثلوج. والكرة مصممة خصيصًا لظروف الثلج، ويُمكن أن تصل إلى سرعات عالية.
وتعتبر السلامة أولوية قصوى في رياضة زوربينغ، ويجب على المشاركين دائمًا ارتداء حزام وخوذة. ومن المهم أيضًا ممارستها في مناطق معينة وتحت إشراف متخصصين مدربين.
كرة الدرّاجة
كرة الدرّاجة هي رياضة فريدة تجمع بين عناصر ركوب الدراجات وكرة القدم. تجري على ملعب بحجم ملعب كرة السلة مع فريقين من درّاجين. الهدف من اللعبة هو تسجيل الأهداف من خلال ضرب كرة صغيرة في مرمى الفريق المنافس باستخدام عجلات الدراجة فقط.
وأحد أكثر جوانب كرة الدرّاجة تحديًا، هو الحاجة إلى التحكّم الدقيق والتوازن. ويجب أن يكون اللاعبون قادرين على المناورة بدرّاجاتهم بخفّة، مع إبقاء أعينهم على الكرة وتوقّع تحركات خصومهم.
كرة الدرّاجة هي رياضة تنافسية للغاية تتطلب ردود أفعال سريعة، ووعيًا مكانيًا حادًا، وقدرة على التفكير الاستراتيجي، وقدرًا كبيرًا من اللياقة البدنية، والتركيز الذهني، مما يجعلها طريقة رائعة للبقاء في حالة جيدة وتحسين المهارات المعرفية.
رياضة "سراويل النمس" (Ferret Legging)
هي رياضة يتسابق فيها المشاركون عبر عقبات مختلفة. يُقال إنّ هذه الرياضة نشأت في المملكة المتحدة في أوائل القرن العشرين، ومنذ ذلك الحين أصبحت مشهورة في أجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا.
ويرتدي المشاركون زوجًا من الجوارب الضيقة، أو اللباس الداخلي، ثم يُدخلون النمس في كل رجل. ويتمّ إطلاق سراح القوارض والسباق إلى خط النهاية. وأول مشارك يعبر خط النهاية بكلا القوارض يفوز بالسباق.
هذه الرياضة آمنة نسبيًا، لكنها تنطوي على بعض المخاطر. على سبيل المثال، يمكن أن تعضّ القوارض المُشاركين أو تخدشهم، ويمكنها أيضًا الهروب من السراويل، وإصابة المشاركين والقوارض إذا سقط المشارك أثناء الجري.