أُقحم اللاجئون السوريون بتركيا في قلب معركة انتخابية محتدمة على كرسي الرئاسة، ففي أشهر ميادين اسطنبول، تغري المعارضة الناخبين بوعود ترحيل السوريين، وتشديد الرقابة على الحدود.
ويقول رجل الأعمال العراقي محمود الجعاطة: إنّ "هذا الأمر لا يخلو من العنصرية، لكن المعارضة تبرر وعودها بالحفاظ على بلدها، أما الخطاب الثاني الذي يتبناه الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان فهو خطاب إنساني بحت، حيث يأمل في أن يطور تركيا".
وعلى المنابر يستميل قادة المعارضة الناخبين القوميين، وفي خطاباتهم الحماسية، يتردد شعار "سيرحل السوريون" أكثر من أي وقت مضى، بعد انضمام حزب النصر القومي المعادي للاجئين إلى حملة المترشح كمال كليتشدار أوغلو.
وفي هذا الإطار، توضح الناشطة السورية آية قواف أن هناك خوفًا لدى الأشخاص في حال فوز المعارضة، بسبب استخدام هذه الورقة بشكل سلبي وتحريضي ضمن عملية الانتخابات.
#كلشيدار_أوغلو يتعهد بإجبار ملايين اللاجئين على العودة إلى بلادهم فور وصوله للحكم#تركيا #الانتخابات_التركية تقرير: ملهم بريجاوي pic.twitter.com/H6OocQNNLJ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 19, 2023
فمن منابر السياسة، نزل خطاب التخويف من اللاجئين، وانتشر سريعًا في الشوارع، حيث بات السوريون تحديدًا ورقة مساومة رئيسية على أصوات الناخبين.
وفي تصريح موجه لمنافسه، قال مرشح المعارضة للرئاسة التركية: أردوغان أنت لم تحم حدود البلاد ولم تحم شرفك، لقد أحضرت عمدًا أكثر من 10 ملايين لاجئ إلى هنا، لم يكن كذلك، فقد بيعت جنسية الجمهورية التركية للحصول على أصوات الأجانب، ولقد جعلت مواطنين لاجئين، أعلن من هنا أنني سأرسل جميع اللاجئين إلى ديارهم بمجرد أن أتولى السلطة".
في غضون ذلك، وجد رجب طيب أردوغان الذي رحب باللاجئين السوريين في السابق، نفسه محاصرًا، حيث أصبح أيضًا يكافح في الاستجابة للغضب الشعبي عبر وعود بإعادة جزء من السوريين إلى بلادهم طوعًا وبصورة آمنة، ليس فقط إلى مناطق المعارضة السورية، بل حتى إلى تلك التي يسيطر عليها النظام، بحسب وزير الخارجية التركي.
فاللاجئون في تركيا، السوريون تحديدًا وقود لحملة انتخابية تستعر أكثر في جولة الإعادة، يطرح أردوغان عودة طوعية لهم، بينما يهدد منافسه على كرسي الرئاسة كمال كليتشدار أوغلو بإعادتهم قسرًا إلى بلادهم، حسب مراسل "العربي".
اللاجئون السوريون ورقة الانتخابات التركية
وفي هذا الإطار، يوضح الباحث في مركز "سيتا" مرتضى أصلان، أن اللاجئين أصبحوا في واقع الأمر قضية مهمة للساسة في تركيا، بحيث حول كليتشدار أوغلو سرديته فيما يتعلق باللاجئين وغيرها.
ويضيف في حديث لـ"العربي" من أنقرة، أن مرشح المعارضة كان يزعم في بادئ الأمر بأنه قد يكون هناك عملية تستغرق سنتين لتشجيع اللاجئين على العودة إلى سوريا، لكن بعد هزيمته في الجولة الأولى، أصبح يستهدف القوميين، ويصر دائمًا على إعادة اللاجئين.
فيما يقول أردوغان، حسب أصلان، إنه لا بد أن نتحلى بجانب إنساني، ونعتمد على القانون الدولي، ولا بد من عملية طوعية بشكل يحفظ كرامتهم لإعادتهم.
ويتابع أن القضية هنا ليست اللاجئين، وإنما حل الأزمة السورية من خلال القنوات الدبلوماسية، مشيرًا إلى أن الملف الآن أمام نمطين مختلفين لزعيمين يختلفان عن بعضهما البعض.
ويردف أصلان أن التصريحات حول أرقام اللاجئين في البلاد لها صدى في الرأي العام التركي، لأن هناك تحديًا من الناحية المجتمعية، بسبب أن البعض حسب رأيه فقدوا وظائفهم، فيما أصبح اللاجئون عذرًا كبيرًا على البلاد، مشيرًا إلى وجود حوالي 3,6 ملايين لاجئ مسجلين، بالإضافة إلى عدد كبير من الأفغان غير الشرعيين، ووجود بعض الأشخاص من إفريقيا بشكل غير شرعي في تركيا، ناهيك عن بعض الصينيين.