بين القتل والتجنيد وسوء التغذية .. أرقام صادمة للضحايا الأطفال في اليمن
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، عن أرقام صادمة عن ضحايا الحرب في اليمن من الأطفال، وأزمة إنسانية تفاقم سجل أزمات البلاد المتعددة، والأطفال هم أكثر من يدفع ثمنها.
وبعد 8 سنوات من الحرب بين قوات الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، ووفق تقرير لـ"اليونيسيف"، ارتفع عدد الضحايا من الأطفال إلى 11 ألفًا منهم أكثر من 3700 بين قتيل وجريح.
وتدعم المنظمة الأممية ذلك بأرقام حصتها بين شهري يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول الماضيين، حين قتلت الألغام والذخائر غير المنفجرة 74 طفلًا، وبلغ عدد القتلى والمصابين في صفوف الأطفال خلال شهري أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني من العام الحالي 62.
تجنيد 4000 طفل
وجعل هول الحرب على الأطفال في اليمن منهم وقود حرب في ساحات القتال أيضًا، إذ رصد تقرير "اليونيسيف" تجنيد نحو 4000 طفل منهم 91 فتاة، يشاركن في نقاط التفتيش أو في أنشطة الجماعات المسلحة.
ففي شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، قدم خبراء أمميون إلى مجلس الأمن لائحة تضم أكثر من 1400 طفل، تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عامًا، جندتهم قوات الحوثي، وقتلوا عام 2020 في الحرب.
وترجح الأمم المتحدة التي تؤكد تحققها من الإحصاءات التي وردت في التقرير أن هذه الأرقام يمكن أن تكون أعلى من ذلك بكثير.
إذًا هي أزمة إنسانية تتعدد فصولها لأطفال اليمن، بين قتل وتشريد وسوء تغذية وتدمير للمدارس وتجنيد في ساحات الحرب، بينما يقف المجتمع الدولي عاجزًا عن حل النزاع وإيجاد تسوية سياسية تنهي مأساة إنسانية طال أمدها.
"أزمة طويلة المدى في اليمن"
وفي هذا الإطار، لفت المتحدث الإقليمي باسم "اليونيسيف" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا محمد الحواري إلى أن هناك أزمة طويلة المدى في اليمن، وأن أرقام التقرير ليست غريبة عندما تصل شدة القتال إلى هذا المستوى بالإضافة إلى تردي الأوضاع الأمنية، في ظل عدم وجود أي هدنة، مشيرًا إلى أن ما بين شهري أكتوبر ونوفمبر، فقد 62 خلال توقف الهدنة الأممية في سبتمبر.
وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة الأردنية عمان، أوضح الحواري أن الأرقام التي ذكرها تقرير "اليونيسيف" يتم تأكيدها من خلال المراكز الطبية والصحية والمراكز العاملة والمنظمات على الأرض.
وأضاف أن المشكلة في اليمن تتواصل، وكلما ازدادت وتيرتها كان العمل على الأرض إنسانيًا وإيصال المساعدات أصعب، وذلك أيضًا بسبب الإغلاقات المتكررة للموانئ البحرية أو الجوية، ما يصعب وصول المساعدات إلى اليمن، بالإضافة إلى نقص التمويل.
وتابع الحواري أن "اليونيسيف" بالكاد وفرت 50% من الاحتياج اللازم لها، مشيرًا إلى أن هذا الأمر ليس بالسهل في بلد يعاني من أوضاع صعبة سواء كانت من ندرة المياه الصالحة للشرب أو من انعدام التلقيحات الأساسية للأطفال بالإضافة إلى التغذية الأساسية.
الأوضاع الاقتصادية الصعبة
وبين أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة تحديدًا تعتبر محركًا رئيسيًا لانخراط الأطفال في التجنيد المسلح حتى يؤمنوا شيئًا من قوت يومهم، مشيرًا إلى أن العملية التعليمية في اليمن شبه متعطلة مع تدمير حوالي 700 مدرسة، بالإضافة إلى الاحتياج المادي، فضلًا عن الولاءات الأخرى التي تؤثر على عقلية الأسرة في البلاد.
وشدد الحواري على ضرورة أن تقف عمليات الصراع على الأرض لإفساح المجال لعملية التقييم وإصلاح ما يمكن إصلاحه، وإعادة عملية التعليم إلى مكانتها، وإيصال اللقاحات الأساسية في ظل انتشار الكوليرا وشلل الأطفال.
واليوم الثلاثاء، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، نداء للمجتمع الدولي من أجل جمع 2,6 مليار دولار لتلبية احتياجات الأطفال في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي هذا الصدد، بيّن الحواري أن الأموال ستوزع في حال تأمينها لتوفير المياه صالحة للشرب، وتوفير اللقاحات الأساسية، وتأمين الغذاء الأساسي للأطفال، والعودة إلى المدارس، بالإضافة إلى توفير المساعدات النقدية.