Skip to main content

بين حاجة بايدن للفوز ورهان نتنياهو على ترمب.. هل تتوقف الحرب على غزة؟

الجمعة 5 يوليو 2024
شدّدت "حماس" في ردّها على مسألة إنهاء الحرب وبضمانات مكتوبة من الوسطاء وبنصوص غير  قابلة للتأويل - الأناضول

تسود حالة من الترقّب لمآلات الجهود الرامية إلى الدفع قدمًا نحو صفقة تُنهي الحرب على غزة، لا سيما بعد تناقل الوسطاء مقترحات جديدة، وصولًا إلى تسليم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ردّها على أحدث مقترح أميركي بخصوص الصفقة.

ووفقًا لمصادر سياسية، شدّدت "حماس" في ردّها على مسألة إنهاء الحرب، وبضمانات مكتوبة من الوسطاء، وبنصوص غير  قابلة للتأويل، حتى لو تحقّق ذلك في المرحلة التالية.

كما أكدت الحركة على موقفها من انسحاب جيش الاحتلال من القطاع، بما يشمل محورَي نتساريم وفيلادلفيا، على اعتبار أنّ الورقة الإسرائيلية لم تُشر إليهما حرفيًا، وضمن جداول زمنية واضحة.

وقد جاء ردّ "حماس" بعد تلقّيها ما وُصفت بـ "إشارات إيجابية" من الولايات المتحدة عبر الوسطاء، بغية تحريك المفاوضات.

تعديلات أميركية على المقترح

من جانبها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ التعديل الأميركي يتعلّق بالفقرة الثامنة الواردة في المقترح الإسرائيلي الأخير، حيث طلبت واشنطن من تل أبيب بأنّ تضمنها الإشارة إلى مفاوضات جدية بعد اليوم الـ16 للهدنة، بخصوص إنهاء الحرب.

لكنّ الفكرة الأميركية تبدو غير واضحة بشأن إمكانية انسحاب إسرائيل من كامل محور فيلادلفيا أم من جزء منه.

إسرائيليًا، سارع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الساعات الأخيرة إلى التشديد على أنّ جيشه سيبقى في محور فيلادلفيا على المدى البعيد.

واستبق نتنياهو بذلك اجتماعًا لمجلس الوزراء الأمني المصغر لبحث ردّ "حماس" الأخير على مقترح وقف إطلاق النار، بالتزامن مع موافقته على إرسال وفد برئاسة رئيس الموساد للتباحث في المقترحات الجديدة.

وسط ذلك، اتصل الرئيس الأميركي جو بايدن بنتنياهو لبحث الصفقة، لكنّ نتنياهو ردّ عليه بتكرار موقفه بأنّ الحرب ستنتهي فقط عند تحقيق أهدافها.

أما وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، فقد قال خلال لقائه عائلات الأسرى، إنّ إسرائيل أقرب من أي وقت مضى إلى إبرام صفقة مع "حماس".

فما هي طبيعة المقترحات الجديدة وخاصّة ما يتعلق بإنهاء الحرب والانسحاب من القطاع؟ وما هي فرص نجاح الجهود الجديدة في ظل إصرار نتنياهو على البقاء في محور فيلادلفيا، وعدم  إنهاء الحرب قبل إكمال أهدافها؟

"لم تصدر توضيحات عن حماس"

ذكر مأمون أبو عامر الكاتب والباحث السياسي، بأنّ "حماس" لم تصدر أي توضيحات بشأن ما قيل إنّها "معطيات إيجابية" صدرت عنها، مضيفًا أنّ الجانب الإسرائيلي يتحدّث عن تفسيرات إسرائيلية لما ورد في ردّ الحركة أكثر من كونها نصوصًا واضحة.

وقال أبو عامر في حديث إلى "التلفزيون العربي" من اسطنبول، إنّ الورقة الأميركية تطرّقت فقط إلى موضوع الأسرى دون غيره من النقاط الأخرى المهمة في الاتفاق.

وأضاف أنّ "حماس" تصرّ على أن تؤدي أي مفاوضات إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإغاثية، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل أرجاء قطاع غزة.

وأعرب عن اعتقاده بأن الحركة أبدت مرونة في تحديد المواعيد لتنفيذ هذه الشروط، على اعتبار أنّ المفاوضات تجري على مراحل.

بايدن يحتاج إلى نجاح ما في غزة للفوز بالانتخابات

بدورها، اعتبرت جانيت ماكيلغوت المسؤولة السابقة في البيت الأبيض، أنّ الولايات المتحدة التي لطالما كانت داعمة لإسرائيل، تشهد تغييرات ملحوظة في موقفها تجاه تل أبيب تمثّلت في عدم تقديم الدعم المطلق لها وهو ما دفع إسرائيل إلى الحديث عن الإفراج عن الأسرى، وفق تعبيرها.

وقالت ماكيلغوت في حديث إلى "التلفزيون العربي" من لوس أنجلوس، إنّ الانتخابات الأميركية المقرّرة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل كان لها تأثير كبير في دفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى النضال من أجل بقائه السياسي.

ورأت أنّ الدفع نحو نوع من النجاح في العلاقات بين إسرائيل وفلسطين هو أمر أساسي لبايدن كي يُظهر أنّه "رئيس قوي"، مضيفة أنّ بايدن يعتبر أنّه إذا تمكّن من الوصول إلى إيقاف الحرب على غزة، فإنّه قد يُنقذ رئاسته.

نتنياهو يراهن على عودة ترمب إلى البيت الأبيض

من جهته، اعتبر أنطوان شلحت، الباحث في الشأن الإسرائيلي، أنّ ارتفاع منسوب التفاؤل الذي ساد إسرائيل بشأن إمكانية الوصول إلى صفقة خلال الأسبوعين المقبلين، ما لبث أن تراجع مع الإعلان أن الأمر منوط بنتنياهو الذي بدأ بتخريب الصفقة منذ يوم أمس الأربعاء.

وقال شلحت في حديث إلى "التلفزيون العربي" من عكا، إنّ التقديرات في إسرائيل تُشير إلى أنّه في حال نجاح نتنياهو بتخريب المفاوضات، فإن الحرب على غزة ستستمر مرجّحة أن تتوسّع الحرب في جبهة لبنان.

وأضاف أنّ موافقة نتنياهو على إرسال الوفد الإسرائيلي للتفاوض جاءت بناء على رغبة البيت الأبيض، لكن هذا لا يعني أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يستمر في تحديه لبايدن، لا سيما وأنّه يراهن على عودة دونالد ترمب إلى الرئاسة من منطلق أن عودة ترمب قد تؤدي إلى اتباع واشنطن سياسة أكثر انحيازًا لإسرائيل.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة