على الأشجار ثمار تنكمش وتذبل، وعلى الأرض أوراق صفراء انفصلت عن أغصانها تطير حينًا مع النسيم أو تطأها قدم فتتكسر.
تلك مشهدية الخريف المعروفة، التي تنبئ بتبدّلات في الأحوال الجوية وأساليب العيش المرتبطة بهذه المرحلة من العام.
النصف الشمالي من الكرة الأرضية، دخل أخيرًا وفق التقويم الفلكي فصل الخريف، الذي يُعتقد أنه ينطلق بين العشرين والثالث والعشرين من سبتمبر/ أيلول من كل عام، ويتزامن مع انطلاقة فصل الربيع في النصف الجنوبي.
أي مفارقات يحملها هذا التقويم؟
يوضح موقع timeanddate الإلكتروني أن البداية الفلكية للخريف ترتبط بـautumnal equinox أو يوم الاعتدال الخريفي.
وتعبير equinox مشتق من اللاتينية، ويعطي انطباعًا بتساوٍ بين الليل والنهار في هذا الموعد من العام. فهل هذا يعني أن كلًا من الليل والنهار يتساويان فعلًا في يوم الاعتدال الخريفي مع 12 ساعة لكل منهما؟
يجيب الموقع على هذا التساؤل بالقول: هذا ليس صحيحًا تمامًا. ويوضح أنه "في معظم المناطق، يكون نهار الاعتدال أطول قليلًا من 12 ساعة".
كيف يحدث الاعتدال الخريفي؟
على خط وهمي يمتد بين القطبين الشمالي والجنوبي تدور الأرض. وينتج عن هذا الدوران كل من الليل والنهار.
وحيث إن محور الأرض يميل 23.5 درجة، فإن ذلك يجعل أحد نصفي الكرة الأرضية يحصل على أشعة الشمس أكثر من الآخر، خلال نصف مدار الأرض حول الشمس الذي يمتد عامًا كاملًا.
ويحدث مرتين في العام أن يتّحد مدار الأرض حول الشمس وميلها، فتتعامد أشعة الشمس مباشرة فوق خط الاستواء. حينها يتساوى الليل والنهار في كل من نصفَي الكرة الأرضية مع حصولهما على المقدار نفسه من أشعة الشمس.
مواسم الأرصاد الجوية
إلى ذلك، يستند بعض العلماء إلى ما يُسمى بـ"مواسم الأرصاد الجوية" لتحديد بداية فصل الخريف وبقية الفصول الأخرى.
وفي هذا الصدد، يتحدث موقع "مترو" البريطاني الذي يشير إلى أن الخريف كان قد بدأ فلكيًا أمس الأربعاء، عن بدايات الفصول ونهاياتها بالاستناد إلى "نظام الأرصاد الجوية".
ويحدّد بداية الخريف على أنها تقع دائمًا في الأول من سبتمبر وتنتهي في الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويشير إلى أن الشتاء يمتدّ بعد ذلك من أول ديسمبر/ كانون الأول حتى الثامن والعشرين من فبراير/ شباط، بينما يلفت إلى أن فصل الربيع ينطلق في الأول من مارس/ آذار وينتهي في الحادي والثلاثين من مايو/ أيار.
ويبقى فصل الصيف، الذي يقع بدوره - وفق هذا النظام - بين الأول من يونيو/ حزيران واليوم الأخير من شهر أغسطس/ آب.
ويوضح "مترو" أن تقسيم الفصول بهذه الطريقة وضع ليتناسب بشكل مريح مع التقويم الغريغوري، ما يجعل من السهل مراقبة الإحصائيات الموسمية ومقارنتها.