"إنها مسؤوليتي"، بتلك العبارة تحمّل المدرب الألماني يورغن كلوب وزر الهزيمة القاسية التي تعرض لها ليفربول أمس الأربعاء، في افتتاحية رحلته بدوري الأبطال الأوروبي هذا الموسم، أمام نابولي الإيطالي الذي تفوق بنتيجة 4-1 على أرضه وبين جماهيره.
وتصدّرت هزيمة الريدز عناوين الصحف الأوروبية والصحافة الإنكليزية على وجه الخصوص، كما دارت أسئلة كثيرة حول ما إذا كان كلوب سيلقى مصير مواطنه توماس توخيل، الذي قررت إدارة تشيلسي فسخ العقد معه أمس، على خلفية الخسارة أمام دينامو زغرب الكرواتي 1-0، رغم أن توخيل وقف خلف فوز "البلوز" بدوري الأبطال موسم 2020-2021.
"أحتاج إلى الوقت"
وقال كلوب عقب الهزيمة المدوية: "يبدو أنه يتعين علينا إعادة إنتاج أنفسنا"، مضيفًا لشبكة "بي تي سبورت" البريطانية: "هناك افتقاد للكثير من الأشياء". وأضاف ساخرًا: "الجزء الممتع هو أننا بحاجة إلى القيام بذلك في منتصف موسم الدوري الإنكليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا".
ولم يقبل كلوب لوم أفراد الفريق، بل قال في معرض ردوده على الصحفيين بعد المباراة: "إنها مسؤوليتي. أحتاج إلى وقت للتفكير في الأمر. وظيفتي تقضي بإيجاد الحلول، وعلينا إعادة ضبط أنفسنا والبدء من جديد".
وتعرّض كلوب لسلسلة من الإصابات التي طالت عناصر مؤثرة في الفريق، كالكاميروني جويل ماتيب والإسباني تياغو ألكانتارا والبرتغالي ديوغو غوتا.
أما حول إمكانية إقالته، فعلق كلوب بالقول: "ليس حقًا، ولكن من يدري؟ هناك أنواع مختلفة من ملاك الأندية، ملاكنا هادئون جدًا ويتوقعون منّي وليس من شخص آخر تصحيح الموقف".
"حلم جيوفاني"
في المقابل، عاشت نابولي في استاد "مارادونا" ليلة من الأحلام، لخصتها دموع نجل مدرب أتلتيكو مدريد، جيوفاني، صاحب الهدف الثالث للفريق الإيطالي، الذي أصيب بنوبة من البكاء بعد تسجيله الهدف الثالث لفريقه.
وانهار نجم فريق ريفر بلايت الأرجنتيني السابق على الأرض، منتشيًا بفرحة تسجيله الهدف ومقبلًا وشمًا يحمل شعار دوري الأبطال على ذراعه.
El grandísimo Giovanni simeone pic.twitter.com/3WuTClAnNR
— Bella Napoli Majadahonda (@BellaNapoliMaj1) September 7, 2022
وكشفت التقارير الإيطالية، أن ردة فعل اللاعب تعود إلى قصة بعيدة، بدأت حين كان في الثالثة عشرة من عمره، وأراد وشم صورة دوري الأبطال على يده، الأمر الذي عارضه والده، لتصطحبه أمه إلى مركز الوشوم ويقوم بطبع الصورة على يده. وبعد سنوات، جاءت الفرصة ليعرض فريق الجنوب الإيطالي على اللاعب التعاقد معه.
وافق نجل سيمييوني على الفور، وأراد بشدة الالتحاف بفريق "دييغو مارادونا" السابق، آملًا بأن تسنح له الظروف بلعب المباريات في دوري الأبطال والتسجيل على الملعب الذي يحمل اسم الأسطورة الراحل، وما كانت ليلة أمس، إلا لحظة حقق فيها اللاعب حلم الطفولة وهو في الـ27 من عمره.
"خيبة" تلاحق صلاح
أما الخيبة الكبرى، فكانت في نجم ليفربول ومنتخب مصر محمد صلاح الذي بدا بعيدًا عن مستواه ليلة أمس، وهو الذي يتعرض لحملة من الانتقادات على ضوء أدائه الأخير مع الفريق، حتى إنه نال علامة 5 من 10 في إحصائيات المباراة.
وينتظر ليفربول مباراة أمام ولفرهامبتون في الدوري الممتاز، الأحد القادم، وعلق كلوب أمس حول الفريق المنافس، الذي ينتظر لقاء الريدز: "من المؤكد أنهم لا يستطيعون التوقف عن الضحك بعدما شاهدوا مباراة الليلة ويعتقدون أنها اللحظة المثالية لإسقاطنا، لو كنت مكانهم، لفعلت الأمر ذاته وقلت إنها اللحظة المثالية، لكن علينا أن نحاول إيجاد توليفة كي نكون أفضل في كل شيء".