Skip to main content

بين معارضة إسرائيل و"تفاؤل" إيران.. ما مصير الاتفاق النووي؟

الخميس 24 يونيو 2021
تقول إيران: إن محادثات فيينا أثمرت رفع عقوبات عن قطاعات اقتصادية ومؤسسات وأفراد

لم تكد إيران تُنهي انتخاباتها حتى عادت إلى أبرز ملفاتها: الاتفاق النووي العابر للحكومات. وهذا الاتفاق، الذي تجري محاولات إعادة إحيائه في فيينا، يبدو قريبًا وفق إيران التي أعلنت التوصل إلى رفع عقوبات عن قطاعات اقتصادية ومؤسسات وأفراد.

وأشار مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي إلى التوافق على رفع جميع العقوبات الاقتصادية عن أكثر من 1040 قطاعًا، إضافة إلى بعض العقوبات عن أشخاص وكيانات مرتبطة بالمرشد الأعلى.

ولفت واعظي إلى أن طهران تبحث الآن عن إمكانية رفع بعض العقوبات الأخرى غير المرتبطة بالملف النووي.

وكانت فيينا استضافت في الأسابيع الأخيرة جولات محادثات شملت بريطانيا والصين وألمانيا وفرنسا وروسيا وإيران بهدف إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق.

ويريد الرئيس الأميركي جو بايدن العودة إلى الاتفاق، الذي يفرض ضوابط على البرنامج النووي الإيراني، بعدما كان سلفه دونالد ترمب قد سحب بلاده منه وأعاد فرض عقوبات على طهران.

وردًا على انسحاب واشنطن من الاتفاق، تخلّت طهران عن عدد من الالتزامات الواردة فيه وزادت أنشطتها النووية.

"تريد استغلال العقوبات"

ويرى المحلل السياسي مصدق بور أن التصريحات الرسمية من جانب حكومة الرئيس حسن روحاني تطرح الموضوع بنبرة تفاؤلية، لأن مصلحتها تكمن في ذلك، ولكن يبقى للرئيس الجديد إبراهيم رئيسي الذي لم يُشكل حكومته بعد أو يعيّن وزير خارجيته، موقفه القريب جدًا من المرشد الأعلى؛ القائل: إن إيران لا ترضى بأقل من "رفع كافة العقوبات".

وإذ يشير إلى أن رفع هذه العقوبات كان متوقعًا، يرى بور في حديثه إلى "العربي" من طهران، أن هناك عقوبات لا تريد الولايات المتحدة الأميركية رفعها، وتريد استغلالها لمعالجة ملفات أخرى فيما يتعلق بالمنظومة الصاروخية والدور الإقليمي الإيراني في المنطقة.

ويتحدث بور الذي يؤكد أن مصلحة الولايات المتحدة تقتضي إبرام اتفاق مع التيار القوي ليكون صامدًا، عن إشكالية مطالبة الطرفين بضمانات، موضحًا أن هذه الضمانات لا تُجدي لأنها لا تستطيع أن تحول دون انسحاب أميركا أو إيران من الاتفاق.

حوادث المنشآت الأمنية

وفي خضم مباحثات الخارج في فيينا وخلافات الداخل، انتهت فترة الاتفاق الممدَّد بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد وقف طهران العمل بالبروتوكول الإضافي.

ويُعد قرار إزالة محتويات ذاكرات كاميرات المراقبة أو الإبقاء عليها بيد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.

ويتزامن هذا الملف مع أحداث أمنية تواجه المنشآت النووية الإيرانية. وشهدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أمس الأربعاء، محاولة استهداف بطائرة مسيّرة، إلا أنها فشلت بحسب السلطات.

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران حسن رويوران أن هذه الأعمال لن تؤثر على موضوع نشاط إيران النووي، مشددًا على أن الاستهداف في الجانب السياسي يجعل إيران أكثر إصرارًا في الدفاع عن هذا الملف".

"الهدف المشترك إيران"

وفي سياق متصل، وصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أمس الأربعاء، التعاون مع الولايات المتحدة ضد إيران التي تتّهمها إسرائيل بالسعي لحيازة سلاح نووي، بأنه "استثنائي في نطاقه" وبلغ "ذروته النوعية".

وتعارض إسرائيل التي تُعدّ القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، بشدّة الاتفاق المبرم عام 2015 بين طهران والدول الكبرى حول النووي الإيراني. وتعتبر أنه سيمكّن طهران من حيازة سلاح نووي وتهديد وجودها.

وبحث كوخافي في فلوريدا مع قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي في الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكنزي ملفات إيران والحرب الأخيرة في غزة، و"النزاع في سوريا" والتعاون بين البلدين.

ونقل بيان للجيش الإسرائيلي عن كوخافي قوله: إنّ "التعاون العسكري لجيش الدفاع مع الجيش الأميركي هو استثنائي في نطاقه ووصل إلى ذروته النوعية".

وأكد البيان أن "الهدف المشترك والمركزي للجيشين هو إيران".

وبحث كوخافي مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في "التموضع الإيراني في أنحاء الشرق الأوسط، وإخفاقات الاتفاق النووي الحالي".

وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي، استعرض كوخافي خلال لقائه المسؤولين الأميركيين "الطرق الممكنة لمنع إيران من امتلاك قدرات نووية عسكرية".

المصادر:
العربي، أ ف ب
شارك القصة