Skip to main content

تجنيد وجوه جديدة.. استياء أوروبي من نشاط الاستخبارات الروسية

السبت 9 مارس 2024
تحرك لافت لجواسيس الكرملين على خلفية الحرب ضد كييف - غيتي

كشف اعتراض محادثة سرية بين ضباط ألمان بشأن المساعدات العسكرية لكييف التجسس الروسي النشط على خلفية الهجوم العسكري على أوكرانيا، وذلك بعد إخفاقات استخباراتية متعددة للكرملين.

ووفقًا لتقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، تبرز الآن عمليات استخباراتية متزايدة يتم تنفيذها في أوروبا، وتهدف "للتضليل ولعمليات تصفية أو تسلل لعملاء وتجسس".

الإخفاقات الاستخباراتية الروسية

في التفاصيل، فقد شهد العام الأول من النزاع في أوكرانيا "حملات طرد جماعي" لجواسيس روس كانوا يعملون تحت غطاء دبلوماسي في أوروبا ويقدر عددهم بالمئات.

كما أساء جهاز الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن الفدرالي "إف إس بي" وارث الاستخبارات السوفياتية "كي جي بي"، تقدير المقاومة الأوكرانية بعد بداية الحرب في 24 فبراير/ شباط 2022.

ووفق الصحافي الاستقصائي ومؤسس موقع "أغينتورا" أندريه سولداتوف: "كان لذلك تأثير على العمليات".

كما لم تتوقع أجهزة الاستخبارات الروسية أيضًا محاولة التمرد على موسكو من قبل رئيس مجموعة "فاغنر" للمرتزقة يفغيني بريغوجين في يونيو/ حزيران 2023.

عودة النشاط الاستخباراتي الروسي 

في المقابل، يشير سولداتوف إلى أن الاستخبارات الروسية "تمكنت مع ذلك من تصحيح وضعها.. والآن نشهد المزيد والمزيد من العمليات، التي يتم تنفيذها في أوروبا، للتضليل ولعمليات تصفية أو تسلل لعملاء وتجسس"، معتبرًا أنه "جهد كبير جدًا من جانبهم".

ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، تصدرت أجهزة الاستخبارات الروسية عناوين الأخبار في الأسابيع الأخيرة بنجاحات لا يمكن إنكارها.

وقد أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في نهاية فبراير/ شباط بأنّ روسيا تمكنت من كشف خطط الهجوم الأوكراني المضاد لعام 2023 حتى قبل أن يبدأ، وقد شكل فشله ضربة قاسية لأوكرانيا.

كذلك، كان النجاح الآخر للاستخبارات الروسية في بث اجتماع عبر الفيديو مدته 38 دقيقة في الأول من مارس/ آذار على قناة "فيبيكس" التجارية، بين ضباط ألمان يناقشون إمكان تسليم صواريخ "توروس" بعيدة المدى إلى كييف.

هذه الواقعة أثارت استياء الأوروبيين وفضيحة على مستوى الدولة الألمانية، فيما أوضح وزير الدفاع الألماني أن أحد المشاركين كان في سنغافورة وشارك في الاجتماع عبر "اتصال غير مصرح به"، ما أدى إلى اعتراض أنظمة التنصت الروسية لهذه المناقشات، مشيرًا إلى "خطأ فردي".

أولوية لدى الكرملين

وبحسب تقرير الوكالة، بقيت الاستخبارات أولوية لدى الكرملين بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، لا سيما منذ وصول فلاديمير بوتين إلى السلطة الذي كان عنصرًا في الاستخبارات السوفياتية "كي جي بي"، في ثمانينيات القرن العشرين.

ويشرح أندريه سولداتوف أن الروس الذين أضعفتهم عمليات الطرد الجماعي من أوروبا يعتمدون الآن على رعايا أجانب، فيقول: "نرى صربًا وبلغارًا ومواطنين آخرين، وكذلك نمساويين، على سبيل المثال، يشاركون في العمليات الروسية".

بدوره، يرى المدير السابق للاستخبارات العسكرية الفرنسية الجنرال المتقاعد كريستوف غومار "أنهم (الروس) يتكيفون باستمرار، ولا شك في أنهم استغلوا اللاجئين الأوكرانيين والمنفيين الروس ومن بينهم عملاء".

ويقول مركز الأبحاث "رويال يونايتد سرفيسز انستيتيوت" (RUSI) ومقره لندن، إن الاستخبارات العسكرية الروسية أصلحت إدارة عملياتها لتحسين دقة المعلومات وتقييمها، وتقوم بتجنيد وجوه جديدة أحيانًا عبر شركات وهمية.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة