الأحد 15 Sep / September 2024

"تحذيرات متفاوتة".. هل ستكون العاصفة "دانيال" نذيرًا لعواصف قادمة؟

"تحذيرات متفاوتة".. هل ستكون العاصفة "دانيال" نذيرًا لعواصف قادمة؟

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" عن الإعصار دانيال الذي ضرب مناطق في شمال شرقي ليبيا (الصورة: الأناضول)
يرى خبراء أن تأثير العواصف سيكون متفاوتًا على بلدان البحر المتوسط مستقبلًا، لكنهم يؤكدون أنها ستكون أكثر تدميرًا للبلدان التي تفتقر إلى وسائل الاستعداد.

أحدثت العاصفة "دانيال"، دمارًا هائلًا في منطقة البحر المتوسط ​​على مدى أسبوع، مسببة بوفاة 15 شخصًا في وسط اليونان بعد أن تسببت في هطول أمطار غزيرة، سجل فيها منسوب المياه مستوى قياسيًا، قبل أن تجتاح ليبيا وتسفر عن مقتل 5300 شخص على الأقل وآلاف المفقودين في فيضان جارف.

في مصر.. "لا داعي للذعر"

ومع تحرك العاصفة على ساحل شمال إفريقيا، سعت السلطات المصرية إلى تهدئة مواطنيها القلقين بإخبارهم أنها فقدت قوتها أخيرًا.

وكتبت صحيفة "الأهرام" الحكومية في طبعتها الإلكترونية باللغة الإنكليزية "لا داعي للذعر!".

لكن ظاهرة الاحتباس الحراري تعني أن المنطقة قد تضطر في المستقبل إلى الاستعداد لعواصف متزايدة القوة من هذا النوع، الذي يوازي ما يُعرف بإعصار البحر المتوسط (ميديكين).

وفي هذا السياق، نقلت سوزان جراي من قسم الأرصاد الجوية بجامعة "ريدنغ" البريطانية عن تقرير للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ قوله: "هناك أدلة ثابتة على أن تواتر ’ميديكين’ يتناقص في ظل الاحتباس الحراري، لكن قوته تشتد".

ووصلت العاصفة التي تشكلت في الرابع من الشهر الجاري إلى اليونان في أعقاب فترة شهدت زيادة في درجات الحرارة وحرائق غابات.

ليبيا.. فاجعة كبرى

وفي ليبيا، أدت السيول الناجمة عن العاصفة العاتية، والتي انهمرت من التلال على أحد الأودية التي عادة ما تكون جافة، إلى انهيار سدين واجتياح ربع مدينة درنة الواقعة في شرق البلاد.

وعبَر الإعصار دانيال البحر الأبيض المتوسط واجتاح مدنًا ومناطق شمال شرقي ليبيا، إذ بلغت سرعة الإعصار 70 كلم في الساعة، وتسبّب في ارتفاع أمواج البحر إلى 4 أمتار، مخلفًا نحو 5 آلاف قتيل وآلاف المفقودين.

وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن هناك مخاوف من فقدان ما لا يقل عن 10 آلاف شخص.

توقعات بـ"تكرار الظواهر"

وإلى الآن في ليبيا تجري عمليات الإنقاذ والبحث عن المفقودين وسط وصول فرق إغاثة أجنبية ومساعدات عبر جسور جوية أمنتها دول عربية لمساعدة ليبيا في محنتها الجديدة.

من جهته، أشار خبير المناخ خريستوس زيريفوس، الأمين العام لأكاديمية أثينا، إلى أن بيانات العواصف لم يتم جمعها بالكامل بعد.

لكن زيريفوس قدّر أن منسوب مياه الأمطار التي تهطل على ليبيا يبلغ مترًا، أي ما يعادل ما سقط على ثيساليا بوسط اليونان خلال يومين.

وأضاف خبير المناخ، أن ذلك كان "حدثًا لم يسبق له مثيل"، مبينًا أن كمية الأمطار التي غمرت المنطقة كانت أكبر من أي وقت مضى منذ بدء التسجيل في منتصف القرن التاسع عشر، متوقعًا تكرار هذه الظواهر كثيرًا.

تأثير متفاوت على بلدان البحر المتوسط

لكن خبراء آخرين قالوا: إن التأثير على البلدان المحيطة بالبحر المتوسط ​​سيكون متفاوتًا وأكثر تدميرًا بالنسبة للدول التي تفتقر إلى وسائل الاستعداد للعواصف.

لكن حتى اليونان، التي تتمتع بموارد أفضل، واجهت ظروفًا صعبة للتعامل مع قوة العاصفة دانيال التي جرفت منازل وأدت لانهيار جسور وتدمير طرق وسقوط خطوط للكهرباء وتدمير المحاصيل في سهل ثيساليا الخصب.

وقالت السلطات اليونانية أمس الإثنين إنها أجلت ما يربو على 4250 شخصًا من القرى والتجمعات السكنية في المنطقة.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
تغطية خاصة
Close