الأحد 17 نوفمبر / November 2024

تحفز جهاز المناعة.. كيف تساعد التمارين الرياضية في التغلب على السرطان؟

تحفز جهاز المناعة.. كيف تساعد التمارين الرياضية في التغلب على السرطان؟

شارك القصة

فقرة تناقش تطوير علماء في جامعة "شيفلد" البريطانية، تقنية ثورية لعلاج السرطان بواسطة بكتيريا التربة (الصورة: تويتر)
وجد العلماء أن البروتينات التي يطلقها الجسم للمساعدة في إصلاح العضلات المتهالكة من التمارين تهاجم الخلايا السرطانية أيضًا.

توصلت دراسة أميركية إلى أن التمارين الرياضية يمكن أن تزيد من فاعلية أدوية السرطان وتزيد من معدلات البقاء على قيد الحياة للمرضى. فقد خلص علماء إلى أن البروتينات التي يطلقها الجسم للمساعدة في إصلاح العضلات المتهالكة من التمارين تهاجم الخلايا السرطانية أيضًا.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، وجد باحثون من كلية "غروسمان" للطب بجامعة نيويورك أن جعل الفئران التي تمارس تمارين محددة لمدة 30 دقيقة خمس مرات في الأسبوع يقلل من معدل تكوين السرطان بنسبة 50%. وأظهر اختبار آخر أن الفئران التي تمرنت بانتظام على جهاز المشي لمدة ثلاثة أسابيع انخفض وزن الورم لديها بنسبة 25%.

وبعد إثبات نظريتهم على الفئران، قام الباحثون بتحليل البيانات من تجربة بشرية لـ75 مريضًا مصابًا بسرطان البنكرياس عام 2017.

وطُلب من مجموعة واحدة القيام بتمارين تدريبات القوة لمدة ساعة والتي يمكن أن تشمل تدريب الأثقال أو اليوغا، مرتين في الأسبوع. كما طُلب إليهم المشي في نزهة سريعة لمدة 30 دقيقة على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع قبل خضوعهم لعملية جراحية لإزالة الأورام. وتبين أن أولئك الذين تابعوا البرنامج التدريبي لمدة ستة أسابيع كان لديهم معدل بقاء إجمالي لمدة خمس سنوات أعلى بنسبة 50 % من أولئك الذين لم يتبعوا النظام.

تفعيل الخلايا المناعية

كما وجد أن تحفيز الأدرينالين من خلال التمارين الرياضية يحفز الجسم على إنتاج المزيد من بروتين يسمى إنترلوكين 15، الذي يزيد بدوره من قدرة خلايا CD8 T، وهي خلية من خلايا الجهاز المناعي، تهاجم وتقتل خلايا سرطان البنكرياس.

وأظهرت اختبارات الدم المنتظمة أن المرضى الذين يمارسون الرياضة لديهم المزيد من خلايا المناعة. وبالنظر إلى السجلات الصحية، وجد الباحثون أن هؤلاء المرضى لديهم أيضًا معدلات بقاء أعلى بنسبة 50% بعد خمس سنوات، بحسب نتائج الدراسة التي نُشرت في دورية "كانسير سيل". 

وقال باحثو جامعة نيويورك: "إن نتائج دراستهم أظهرت لأول مرة كيف يمكن حتى لممارسة التمارين الرياضية الصغيرة أن تساعد في علاج سرطان البنكرياس". وأشاروا إلى أن هذا الأمر بالغ الأهمية بالنسبة لسرطان البنكرياس لأنه يحتوي على خيارات علاج محدودة.

ولطالما روج العلماء لفوائد التمارين الرياضية من حيث تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان، لكن هذه الدراسة تشير إلى أنها يمكن أن تساعد أيضًا الأشخاص الذين يعانون من المرض.

تعزيز علاجات السرطان التقليدية

وأمل العلماء أن يؤدي هذا الاكتشاف في النهاية إلى علاج أفضل للأشخاص المصابين بهذا المرض الذي غالبًا ما يتم اكتشافه بعد فوات الأوان. 

وقالت الخبيرة في علم الأورام والمؤلفة الرئيسية للدراسة إيما كورتز: "تظهر نتائجنا، لأول مرة، كيف تؤثر التمارين الهوائية على البيئة المناعية داخل أورام البنكرياس".

وساعد العمل في الكشف عن أن تنشيط إشارات IL-15 في سرطان البنكرياس قد يكون أسلوبًا علاجيًا مهمًا في المستقبل.

ولاختبار النظرية بشكل أفضل، اختبر العلماء أيضًا ما إذا كانت التمارين يمكن أن تعزز علاجات السرطان التقليدية على الفئران.

وقد وجد أن هذا العلاج المناعي يزيد من إنتاج الخلايا القاتلة للسرطان بنسبة 66%، لكن إنتاج الخلايا القاتلة للسرطان زاد بنسبة 175% عندما خضعت الفئران لنظام تمارين.

العلاج بالفيروسات 

ويعمل العلماء بشكل متواصل لتطوير علاجات لمرض السرطان، وفي آخر العلاجات المتاحة، يعكف باحثون من جامعة "شيفلد" البريطانية على تطوير أساليب جديدة لمعالجة السرطان من خلال فيروسات تقوم عادة بمهاجمة الأورام وباكتيريا التربة يجري الاعتماد عليها من أجل إقامة المجال المغنطيسي للأرض.  

هذه الفيروسات المضادة للسرطان التي يعمل عليها الباحثون تعرف بالفيروسات المحللة للورم وهي موجودة بشكل طبيعي. ومن الممكن أيضًا إدخال تعديلًا على هذه الفيروسات لأجل زيادة نجاعتها في العلاج ولتقليل احتمالات إصابتها للخلايا الصحية قدر الإمكان. 

ويتم إدخال عناصر مجهرية وموجة مغناطيسية إلى دم المريض حتى تقوم بمهاجمة الأورام الموجودة في الثدي والبروستات وغيرهما. وبعد الإصابة بفيروس محلل للأورام سيحدث نوع من الانشقاق أو الانفجار في خلية السرطان ثم تموت. 

وأكدت الباحثة المشاركة في المشروع مونيتا موتانا أن هناك أملًا واعدًا بالفعل في أن تتمكن هذه المقاربة العلاجية في التصدي للسرطان الذي يودي بحياة ملايين الأشخاص كل عام. 

ولفت  المتخصص في الأمراض السرطانية د. شربل خليل أن هذه الطريقة بدأ اعتمادها منذ نحو خمس سنوات. ويتم العلاج بطريقتين الأولى عبر حقن الفيروس أو البكتيريا مباشرة إلى جسم المريض أو إدخال الفيروس إلى خلايا المريض في المختبر. 

وأكد خليل أن هذه الطريقة تعد ثورة في الطب لاسيما لعلاج أورام الدم، وأصبح يمكن اعتمادها لعلاج سرطان الثدي والبنكرياس وغيرها. 

كما يمكن اعتماد هذا العلاج للمرضى من كل الأعمار، بحسب خليل، الي أكّد أن هناك توجه لدى الأطباء لاعتماد علاجات ذكية والابتعاد عن العلاج الكيميائي الذي يؤذي أعضاء الجسم السليمة. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close