تتعالى أصوات الفقراء في لبنان. وخلف كل باب مواطن يفكر بالهجرة، بعدما وصلت الطبقة المتوسطة إلى درج الحاجة الأسفل.
شادي العامل في أحد المطاعم يستخدم هاتفه المحمول كمصباح وسط الظلام المستمر، ولم تعد أحلامه تقتصر على الكماليات وسط الأزمة الاقتصادية الخانقة.
"شبكة عنكبوتية"
وصار الانهيار الاجتماعي والاقتصادي في لبنان أشبه بشبكة عنكبوتية تطبق على السكان. كما دفع نقص الوقود شركة الاتصالات الحكومية لأن تغلق خدمة الإنترنت في أجزاء من بيروت، ومنعت البنوك المودعين من سحب أموالهم، ما دفع أحد المواطنين لحجز رهائن في بنك لسحب أمواله المودعة.
يحدث هذا بينما حكام لبنان هم مجموعة من الأثرياء، لكن الحكومة مفلسة ولا أحد منهم يعترف بالمسؤولية.
ظلام دامس
وبشأن الكهرباء، يستخدم الكثير من اللبنانيين التيّار من موّلد مشترك لتنوير منازلهم، حيث لا تلبي حاجاتهم ساعة واحدة يوميا من التغذية الكهربائية.
وتقول مشيلين نويدر وهي لبنانية عاطلة عن العمل لـ"العربي": إن هذه السلطة أوصلت الناس للبحث عن "كرتونة إعاشة"، وهذا لم يكن أبدًا في الحسبان، "فنحن نعيش في زمن المافيات".