جدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اليوم الخميس دعوته للمستوطنين إلى حمل السلاح، في وقت تتخوف الولايات المتحدة من استمرار تسليح المدنيين في إسرائيل.
جاء ذلك في تصريح للوزير اليميني المتطرف بن غفير للصحفيين في القدس الغربية، من موقع تنفيذ عملية إطلاق نار أدت إلى مقتل 3 إسرائيليين إصابة 6 آخرين.
وقال بن غفير في المكان: "أقول لمواطني إسرائيل: لدينا شرطة قوية ولدينا جيش قوي، ولكن لا يوجد شرطي في كل مكان.. لذلك فإنه في أي مكان يوجد فيه السلاح مع المواطنين يمكن أن يحمي الأرواح".
وأعلن بن غفير عزمه على مواصلة سياسة توزيع آلاف قطع السلاح على مدنيين إسرائيليين بالقول: "توزيع الأسلحة مهم، سأواصل توزيع الأسلحة".
عملية القدس
واليوم الخميس، نفّذ الشقيقان الفلسطينيان مراد (38 عامًا) وإبراهيم نمر (30 عامًا) من صور باهر جنوبي القدس عملية إطلاق نار في المدينة المحتلة استمرت لنصف دقيقة فقط، بحسب ما نقل مراسل "العربي" أحمد جرادات عن التحقيقات الأولية الإسرائيلية.
ووصل الشابان إلى مدخل القدس الغربية وقاما بإطلاق النار من سلاح "إم- 16" ومسدس، ليقع هذا العدد من القتلى والإصابات بصفوف الإسرائيليين قبل أن يتم تصفيتهما على يد 3 مستوطنين وأحد جنود الاحتياط.
ووصل مدير شرطة الاحتلال في القدس مع بن غفير إلى موقع تنفيذ العملية، حيث حمّل وزير الأمن القومي حركة "حماس" مسؤولية عملية إطلاق نار.
وتابع: "يبدو أن هؤلاء هم عناصر حماس، حماس تتحدث هنا بصوتين، صوت وقف إطلاق النار، والصوت الثاني للإرهاب"، وفق تعبيره.
وتأتي دعوة بن غفير إلى مواصلة تسليح الشارع الإسرائيلي على الرغم من جميع الانتقادات الداخلية والخارجية، وسبق أن ظهر مؤخرًا عقب الحرب في غزة وهو يوزع بنفسه أسلحة على المستوطنين.
تخوف أميركي
بدوره، تحدث مراسل "العربي" من تل أبيب أحمد دراوشة عن توزيع إيتمار بن غفير لهذه الأسلحة منذ بداية الحرب دون وجود معايير واضحة حول طريقة التوزيع، ما يثير مخاوف الولايات المتحدة.
فقد سبق ولوحّت واشنطن بفرض عقوبات على أنواع الأسلحة التي يمرّرها بن غفير إلى المستوطنين، لخشيتها من انفجار الأوضاع في مدينة القدس وداخل الضفة الغربية.
ويشرح دراوشة: "عملية طوفان الأقصى بدأت نتيجة لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، وهذه التوترات كانت عشية 7 أكتوبر ولا تزال مستمرة حتى الآن، فيما تركز أميركا منذ بداية الحرب على عدم تصعيد الأوضاع أكثر في الضفة الغربية والقدس".
وتتهم الولايات المتحدة بشكل واضح إيتمار بن غفير والوزير بتسلإيل سموتريتش بأنهما معنيان بتفجير الأوضاع هناك، بحيث يستغل الوزيران هذه الأوضاع لرفع حدة التنكيل بالفلسطينيين وفرض أمر واقع في الضفة الغربية والقدس، بحسب دراوشة.