توصلت دراسة إلى أن الحيوانات الأليفة الصغيرة معرضة لخطر الإصابة بضربة شمس مع ارتفاع درجات الحرارة بسبب حالة الطوارئ المناخية.
الكلاب ليست الحيوانات الأليفة الوحيدة المعرضة لضربة الشمس، فالحيوانات الأصغر مثل القطط وخنازير غينيا والأرانب عرضة للإصابة بهذه الحالة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، بحسب صحيفة "الغارديان".
وتضمنت الأعراض الأكثر شيوعًا في جميع الحيوانات التي خضعت للدراسة التنفس غير الطبيعي والخمول والانهيار ومشاكل في المعدة مثل الإسهال.
وأشار الباحثون إلى أن القطط تبحث عن مناطق دافئة للنوم ويمكن أن تصبح محاصرة في الدفيئات والسقائف، في حين أن الحيوانات الأليفة المحبوسة مثل الأرانب وخنازير غينيا والقوارض معرضة لخطر الإصابة بضربة شمس بسبب الحبس إذا كان سكنها يوفر وصولًا محدودًا للظل.
خطر الإصابة بضربة شمس على الحيوانات
وقالت الدكتورة آن كارتر، الباحثة في جامعة "نوتنغهام ترنت" البريطانية: "هناك اعتقاد خاطئ بأن ضربة الشمس في الحيوانات الأليفة تتعلق فقط بالكلاب في السيارات الساخنة، ونحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لزيادة الوعي بعوامل الخطر ليس فقط عند الكلاب، ولكن عند الحيوانات الأليفة على نطاق واسع".
وأضافت: "قد يحتاج أصحاب الحيوانات الصغيرة مثل الأرانب والقوارض وخنازير غينيا إلى مراجعة مسكن حيواناتهم الأليفة واتخاذ خطوات للحفاظ على برودة حيواناتهم في الأشهر الأكثر دفئًا لتقليل خطر الإصابة بضربة شمس".
وقام فريق في جامعة "نوتنغهام ترنت" ببريطانيا بتحليل البيانات المتعلقة بالحيوانات الصغيرة التي شاهدها مجموعة من الأطباء البيطريين في المملكة المتحدة بين عامي 2013 و2018، بالإضافة إلى المسببات والمخاطر. ووجدوا أن الكلاب كانت الأكثر تضررًا، حيث أصيب 146 كلبًا بضربة شمس.
ووجد الباحثون أن الأطباء البيطريين شخصوا ستة عشر قطة بالإصابة بضربة شمس، وكانت القطط الأكبر سنًا - تلك الذين تزيد أعمارها عن 15 عامًا - تمثل أكبر عدد من الحالات.
كما كان الطقس الحار سببًا أوجب علاج ثمانية من خنازير غينيا وثلاثة أرانب ونمس أليف من ضربة شمس. وحدثت تلك الإصابات خلال أشهر الصيف.
وقالت الباحثة والطبيبة البيطرية إميلي هول: "يمكن أن تؤثر الأمراض المرتبطة بالحرارة على جميع الحيوانات الأليفة ومن المرجح أن تصبح أكثر شيوعًا مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية".
وأضافت: "تسلط النتائج التي توصلنا إليها الضوء على الحاجة إلى وعي عام أفضل بضربة الشمس والمخاطر على جميع الحيوانات".
تداعيات خطيرة
ويسبب التغير المناخي تداعيات خطيرة على كوكب الأرض، لا تنحصر في التأثير على حياة الحيوانات وانقراض بعض أنواعها.
وعرّفت الخبيرة في البيئة والتغيرات المناخية صفاء الجيوسي في حديث إلى "العربي" من عمان مفهوم التغير المناخي بأنه تغيّر طويل الأجل في أنماط الطقس والمناخات المحلية والإقليمية والعالمية وظاهرته الاحتباس الحراري.
ونشأ الاحترار العالمي خلال الثورة الصناعية في الدول المتقدمة، وأدى إلى زيادة درجة حرارة الأرض بإجمالي 4 درجات مئوية، نتيجة النشاطات البشرية التي ركّزت على حرق الوقود الأحفوري وإخراج الغازات التي حبست درجة الحرارة في الغلاف الجوي، ما سبّب الاحتباس الحراري الذي أدى بدوره إلى التغيّر المناخي، بحسب الجيوسي.
أما عربيًا، فإن منطقتنا صحراوية، وبالتالي فإنها ستُعاني من ارتفاع الحرارة في الصيف، وارتفاع منسوب البحر والرطوبة في بعض المناطق، الأمر الذي يؤثر على الحياة اليومية.
كما أن ندرة المياه تظل مشكلة كبيرة في الأصل في الدول العربية، وستواجه عقبة إضافية متمثلة في انخفاض معدّل هطول الأمطار، وبالتالي سيؤثر هذا الأمر بشكل مباشر على الإنتاج الزراعي الذي قد ينخفض، وفق الجيوسي، بنسبة 30% في الدول العربية، كالأردن وليبيا، ومصر وغيرها.
