كشفت دراسة ألمانية حديثة أن المستويات العالية من ثاني أوكسيد النيتروجين المنتشرة في الهواء تسهم بشكل كبير في دخول المصابين بفيروس كوفيد-19 إلى غرف العناية المركّزة.
وأشارت الدراسة، التي نشرتها "صحيفة "الغارديان" البريطانية، إلى أن الأشخاص المصابين بكوفيد-19 يعانون من أعراض حادة، إذا كانوا يعيشون في مناطق تعاني من مستويات عالية من ثاني أوكسيد النيتروجين.
وينتج ثاني أوكسيد النيتروجين عن حرق الوقود الأحفوري، وله آثار ضارة على رئة الإنسان، حيث يؤدي إلى تلف الخلايا البطانية -التي تشكل غشاء رقيقًا يبطّن القلب والأوعية الدموية من الداخل- مما يمنع نقل الأكسجين من التنفس المستنشق إلى دم الانسان.
وقال فريق الباحثين الألمان بقيادة سوزان كوخ من جامعة برلين: "تُظهر نتائجنا ارتباطًا إيجابيًا بين التعرّض طويل الأمد لثاني أوكسيد النيتروجين ومعدل الوفيات والإصابات بكوفيد-19".
وفي يوليو/ حزيران 2020، أشارت دراسة بريطانية إلى أن تلوّث الهواء زاد بشكل كبير الإصابات بفيروس كوفيد-19، والحاجة إلى الرعاية الصحية، وأعداد الوفيات حول العالم.
دراسة جديدة توضح العلاقة بين تلوث الهواء وزيادة العدوى بفيروس كورونا 👇 pic.twitter.com/XNoROMWsMQ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 15, 2020
واستخدمت كوخ وفريقها بيانات تلوث الهواء لحساب متوسط مستويات ثاني أوكسيد النيتروجين لكل مقاطعة في ألمانيا (سجّلت فرانكفورت أعلى نسبة، وسوهل أدنى نسبة). كما درست المجموعة بيانات عدد مرضى كوفيد في المستشفيات الألمانية الذين احتاجوا إلى دخول العناية المركزة واستخدام التهوئة الميكانيكية خلال شهر واحد في عام 2020.
بعد تحليل النتائج، أفاد الفريق أنه في المتوسط، احتاج 28 مصابًا بكوفيد لوحدة العناية المركزة و19 مصابًا للتهوئة الميكانيكية في كل من المقاطعات العشر التي لديها أقلّ تعرض طويل الأمد لثاني أوكسيد النيتروجين. وتتناقض هذه الأرقام مع 144 مريضًا في وحدة العناية المركزة و102 مرضى احتاجوا إلى جهاز تهوئة في المقاطعات العشر ذات أعلى تعرّض طويل الأمد.
وأوضحت كوخ: "يمكن أن يسهم التعرض لتلوث الهواء بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والربو، وسرطان الرئة، وسيستمر في الإضرار بالصحة لفترة طويلة بعد انتهاء جائحة كوفيد-19".
وأكدت أن هناك "حاجة ماسة للانتقال إلى الطاقة المتجددة، ووسائل النقل النظيفة، والزراعة المستدامة لتحسين جودة الهواء"، مؤكدة أن الحد من الانبعاثات لن يساعد في الحد من أزمة المناخ فحسب، بل سيحسن صحة حياة الناس في جميع أنحاء العالم".
وكشفت دراسة علمية حديثة أن تلوّث الهواء كان سببًا في وفاة نحو 9 ملايين شخص عام 2019، وبخاصّة التلوث الكيميائي.
وأضافت الدراسة التي نشرتها مجلة "ذا لانسيت" أن تلوّث الهواء كان مسؤولًا عن وفاة من كل 6 وفيات تحدث في العالم خلال تلك الفترة.