أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل أنّ حكومة بلادها تعتزم تصنيف حركة حماس "تنظيمًا إرهابيًا"، وبالتالي حظرها بموجب قانون "الإرهاب"، بحسب ما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
ويعني هذا القرار أنّ مناصري حركة المقاومة الفلسطينية في بريطانيا سيصبحون عرضة للسجن لفترات متفاوتة، قد تصل إلى 14 عامًا، بموجب القوانين المرعية الإجراءات.
ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بالتقارير وزعم في تغريدة على تويتر أنّ "حماس منظمة إرهابية، ببساطة".
رفع علم "حماس" محظور
وذكرت "الغارديان" أنّه بموجب "قانون الإرهاب"، فإنّ أيّ شخص يعبّر عن دعمه لحركة حماس، أو يرفع علمها، أو يرتّب لقاءات معها، سيُعتبَر مُخالِفًا للقانون.
وفي حين تحظر بريطانيا حتى الآن "كتائب القسام" (الجناح العسكري لحركة حماس) فقط، فقد نقلت الصحيفة عن وزيرة الداخلية قولها: "لقد توصّلنا إلى وجهة نظر مفادها أنّه لا يمكننا الفصل بعد الآن بين الشقين العسكري والسياسي".
وأضافت: "نستند في ذلك إلى مجموعة واسعة من المعلومات الاستخبارية، والروابط مع الإرهاب. إنّ شدّة هذا الأمر تعبّر عن نفسها".
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية للصحافيين في واشنطن ليل الخميس: إنّ حظر حركة حماس سيوجّه "رسالة قوية لكل فرد يعتقد أنّه من الممكن أن يساند مثل هذه المنظمة"، على حدّ قولها.
"معاداة السامية"
وبحسب "الغارديان"، فإنّ باتيل ستعلن هذا الأمر في خطاب مرتقب لها الجمعة في واشنطن، وستضعه في سياق "خطوة أساسية لحماية المجتمع اليهودي"، وفق الصحيفة.
وستتهم الوزيرة البريطانية، في خطابها المنتظر، حركة حماس بـ"معاداة السامية"، مضيفة: "معاداة السامية شرّ لا يمكننا تحمّله. يشعر اليهود بشكل دائم بعدم الأمان - في المدرسة، وفي الشوارع، عند العبادة، في منازلهم، وحتى عبر الإنترنت".
وبحسب "الغارديان"، فإنّ باتيل ستزعم في خطابها أنّ لدى حركة حماس "قدرات إرهابية كبرى"، بما في ذلك الوصول إلى أسلحة واسعة ومتطورة، فضلًا عن مرافق تدريب، مضيفة أنّها "لطالما ضلعت في أعمال أعنف إرهابية".
يذكر أنّ حركة حماس سبق أن حُظِرت بوصفها "تنظيمًا إرهابيًا" في كلّ من الولايات المتحدة وكندا ودول الاتحاد الأوروبي، حيث يمكن مصادرة أصولها وسجن أعضائها، وفقًا لـ"الغارديان".
الجذور التاريخية لحركة حماس
وتعود الأصول التاريخية لحركة حماس إلى جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، التي أسّسها الشيخ الشهيد أحمد ياسين، التي كانت فرعًا من أفرع حركة الإخوان المسلمين في مصر.
وقد مرّت الحركة بأربع مراحل تاريخية، بدأت أولها بعد الهزيمة التاريخية لعام 1967، واستمرّت حتى عام 1979، وشهدت إنشاء النواة الصلبة للإخوان في القطاع، وسُمّيت بمرحلة المساجد.
ثم جاءت المرحلة الثانية، وشهدت التوسع الجغرافي وبناء المؤسسات، والمشاركة في النقابات المهنية، وامتدت بين العامين 1979 و1981.
أما المرحلة الثالثة، والتي امتدت بين 1981 و1987، فقد أطلِق عليها مرحلة استكمال بناء المؤسسات والإعداد والتحضير للمقاومة.
وفي عام 1983، عقد مؤتمر للحركة في الأردن حضره قادة وشبان واتحادات من كل من الضفة وغزة والشتات، وتصدّرت مسألة الجهاد ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي أولويات المؤتمر.
وبدأت الحركة بالإعداد لمشروع المقاومة ضد إسرائيل من خلال قيام الشيخ ياسين بشراء السلاح وتخزينه.