تنطلق خلال ساعات مباريات المونديال على أرض عربية. ويتواصل توافد جماهير كرة القدم إلى قطر لحضور الحدث الرياضي الأبرز، الذي يفتتح اليوم الأحد بمشاركة عدد من قادة وزعماء العالم.
قطر التي تستضيف بطولة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، كانت قد وعدت العالم بنسخة جديدة لا مثيل لها في تاريخ الفيفا.
إلا أن وسائل إعلام غربية ومسؤولين أوروبيين لم يكونوا ليتركوا أن يمر تنظيم دولة عربية لهذا الحدث مرور الكرام، الأمر الذي استدعى تدخلًا مباشرًا من أعلى هرم في الفيفا ذاتها.
انتقد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو عبر تصريح له سياسات أوروبا، واصفًا مواقفها بـ"النفاق".
أنظار العالم تتجه صوب #قطر قبيل ساعات من انطلاق #كأس_العالم.. ملاعب بتقنيات جديدة وإجراءات تُتخذ لأول مرة في تاريخ البطولة 👇#مونديال_قطر #كأس_العالم_قطر_2022 pic.twitter.com/SPdtjSB9NE
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 19, 2022
وإنفانتينو الذي أكد أن "الجميع مرحب به على أرض قطر، وأنه يشعر بالجهد الذي بذلته الحكومة القطرية لإنجاح نسخة هذا العام من كأس العالم"، أشار إلى أن "معايير العمل فيها مماثلة للدول الأوروبية".
وبينما رجع بالتاريخ إلى الوراء، ذكّر الأوروبيين بالجرائم التي ارتكبها أجدادهم. وقال: "ينبغي على الأوروبيين أن يعتذروا لثلاثة آلاف سنة قادمة عما قاموا به ضد شعوب العالم قبل إعطاء الدروس للآخرين".
بدوره، انتقد مدير العلاقات الإعلامية في الفيفا برايان سوانسون التعليقات السلبية تجاه دولة قطر، مؤكدًا حرصها على الترحيب بالجميع. ولفت إلى أن الفيفا تقدّر الناس بكل اختلافاتهم وانتماءاتهم.
إنجاح الحدث الأكبر
وكانت الحكومة القطرية قد عملت أمام الانتقادات التي وجهت لقطر، على تفنيدها حينًا والعمل على تعديل قوانينها وتشريعاتها حينًا آخر ما يتناسب مع التشريعات الدولية.
وتشير منظمات دولية، وعلى رأسها منظمة هيومن رايتس ووتش، إلى التدابير التي أدخلتها قطر لناحية توفير حماية أساسية للعمال في قوانينها، على غرار رفع الحد الأدنى للأجور وإلغاء نظام الكفالة وإقرار قوانين تكفل حماية العمال وسماع صوتهم.
وبعد 12 عامًا من إعلان فوز قطر باستضافة كأس العالم، انتهت الدوحة من إنشاء ملاعبها، وطوّرت بناها التحتية وأنهت مشاريع أخرى، واضعة الانتقادات الغربية خلف ظهرها وتركيزها نحو إنجاح الحدث الأكبر رياضيًا والتعريف بثقافات وتقاليد قطر بخاصة والعرب عمومًا، على أرض لطالما كانت حاضنة لقضايا العالم كله.
"حملة غير مبرّرة"
ويؤكد وزير المجتمع المدني البريطاني السابق بروكس نيومارك، أن الحملة المحمومة ضد قطر "غير مبررة على الإطلاق"، مشيرًا إلى أن الدول المختلفة لديها ثقافات مختلفة، ولا بد من أن نتعلم احترام بعضنا البعض وتلك الثقافات.
ويقول في حديثه إلى "العربي" من لندن، إنه "يتفق مع رئيس الفيفا في استخدام عبارة من التوراة: أن ننظر إلى أخطائنا قبل أن ننظر إلى أخطاء الآخرين".
وعمّا إذا كانت دولة أخرى نظمت كأس العالم وشهدت مثل هذه الانتقادات، يعرب عن اعتقاده بأن جنوب إفريقيا تعرّضت لقدر من الانتقادات نفسها.
"هجمة عنصرية مبطنة"
بدوره، يعتبر مدير متحف قطر الأولمبي والرياضي عبدالله الملا أن رد رئيس الاتحاد الدولي جاء لينصف قطر بما قامت به خلال العشرة أعوام من العمل الجاد والمتواصل لتقديم بطولة تسعد الجميع وتكون لها تاريخها وصدى كبير في جميع أنحاء العالم.
ويشير في حديثه إلى "العربي" من لوسيل، إلى أن إنفانتينو أعطى قطر حقها في الدفاع عن نفسها، مذكرًا بأن رئيس الفيفا متواجد حاليًا فيها ويشاهد كل ما ينتقده الأوروبيون.
ويرى أن هؤلاء يشنون حملة ممنهجة ويعيشون على أطلال العنجهية الأوروبية في القرون الماضية، متحدثًا عن هجمة عنصرية مبطنة، وهذا الأمر لا يعد غريبًا برأيه عن الأوروبيين.
ويردف: كأنهم يودون إقامة بطولة كأس العالم والبطولات الأخرى في أوروبا فقط، لكن الآن جاءت قطر ورفعت سقف هذا التنظيم الكبير لبطولة كأس العالم.