كشف تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية لأول مرة عن اعترافات لجيش الاحتلال الإسرائيلي بالتسبب في مقتل 36 فلسطينيًا محتجزين من غزة، داخل السجون الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
كما وثّق تقرير الوكالة انتهاكات صارخة للاحتلال بحق معتقلين غزيين في مستشفى غامض بصحراء النقب.
وكانت مجموعة من نقابة الأطباء الإسرائيلية قد زارت المستشفى الواقع قرب مدينة بئر السبع، والذي تم إنشاؤه بعد هجوم السابع من أكتوبر الماضي في وقت سابق من هذا العام، لكنها أبقت نتائج الزيارة سرية.
موظفون في مستشفى إسرائيلي يعترفون بوجود تجاوزات
لكن وكالة "أسوشيتد برس" حاورت ثلاثة موظفين في المستشفى، شرط عدم الكشف عن هويتهم، وتحدثوا عن وجود تجاوزات بحق المرضى المعتقلين هناك.
وتأتي هذه المعطيات في وقت تتأكد فيه أخبار اعتقال الاحتلال الإسرائيلي أربعة آلاف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر، وفقًا للأرقام الرسمية، رغم إطلاق سراح نحو 1500 منهم مؤخرًا، بعدما قرّر جيش الاحتلال عدم انتمائهم إلى حماس، بينما تقول منظمات إسرائيلية إن غالبية المعتقلين مروا في مرحلة ما بسجن سدي تيمان، أكبر مركز اعتقال في إسرائيل.
ويأتي ذلك في وقت واصل فيه جيش الاحتلال نفيه مزاعم المعاملة غير الإنسانية، حيث أكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن جميع المعتقلين يتلقون الرعاية الطبية التي يحتاجونها.
وفي الأثناء، لم تسمح تل أبيب للصحفيين أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالدخول إلى منشآت سجن سديه تيمان.
شهادات حية لأطباء في مستشفى إسرائيلي
ولكن على أرض الواقع، يبدو المشهد مختلفًا تمامًا، حيث أفادت شهادات حية لأطباء بالمستشفى أن المرضى المعتقلين يرقدون مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين على أكثر من عشرة أسرة داخل خيمة واحدة في صحراء النقب، بينما تجرى لهم عمليات جراحية بدون مسكنات ألم كافية.
ويـبقى الأطباء الذين يجرون هذه العمليات مجهولي الهوية حتى لا يتعرف عليهم المرضى المعتقلون. كما أفاد أطباء بالمستشفى أنهم عالجوا العديد ممّن بدا أنهم ليسوا مقاتلين تابعين لحركة حماس.
جيش الاحتلال يشكك في روايات الشهود
في المقابل، شكك جيش الاحتلال الإسرائيلي في الروايات المقدمة إلى وكالة "أسوشيتد برس"، قائلًا إن المرضى تم تقييد أيديهم وأرجلهم في الحالات التي تـتطلبها المخاطر الأمنية، دون تقديم تفاصيل أكثر.
وبالموازاة، قالت وزارة الأمن الإسرائيلية في وقت سابق، إنها تعمل على تمرير مشروع قانون جديد يتيح دخول مراقبين رسميين إسرائيليين إلى معسكرات اعتقال الغزيين، بما فيها سجن سدي تيمان العسكري.
ويأتي إعلان وزارة الأمن بعد كشف تحقيقات صحفية لعمليات تعذيب حتى الموت وتنكيل بالمعتقلين الغزيين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.