أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم الإثنين، أن بلاده تُولي أهمية بالغة لسيادة ليبيا ووحدة أراضيها واستقلالها والحفاظ على وحدتها السياسية، بينما دعت الحكومة الليبية تركيا إلى التعاون لإنهاء وجود كافة القوات الأجنبية والمرتزقة على أراضيها.
والتقى تشاووش أوغلو، على مدى ساعة في طرابلس، رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة، بحضور وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس الأركان يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، ونائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" أفكان آلا.
وعقب الاجتماع على مستوى الوفود بين الجانبين التركي والليبي، التقى أكار والدبيبة في لقاء منفصل، حضره غولر وفيدان.
وتأتي زيارة الوفد التركي إلى طرابلس، قبل يومين من اجتماعات تركية-مصرية ستجري في القاهرة لبحث تقريب وجهات النظر بين البلدين.
تشاووش أوغلو: ندعم الحكومة الشرعية
وقال تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحافي مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش في طرابلس، إن زيارة الوفد التركي الرفيع إلى طرابلس، تأتي تأكيدًا لدعم أنقرة لليبيا وحكومتها وشعبها، مشيرًا إلى الروابط التاريخية بين البلدين والممتدّة لأكثر من 500 عام.
ورفض مساواة حضور قوات بلاده في ليبيا بما وصفها بـ"المجموعات غير الشرعية"، قائلًا: "وقفنا دائمًا إلى جانب الشعب الليبي وحكومته الشرعية التي دعت بعض الدول بما في ذلك تركيا، للتصدّي للهجمات التي استهدفت العاصمة طرابلس، لكن أنقرة هي الوحيدة التي لبّت الدعوة".
وقال: "من خلال الدعم الذي قدّمناه للإخوة الليبيين، استطعنا منع استمرار الحرب الداخلية واقتتال الإخوة والمأساة الإنسانية"، موضحًا أن تركيا تدعم مساعي الحكومة الحالية التي ترغب في توفير الدعم لكافة أطياف الشعب الليبي دون استثناء.
وحول الحديث الذي دار بينه وبين نظيرته الليبية نجلاء المنقوش، قال تشاووش أوغلو: "تناولنا اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين بلدينا، إضافة إلى العلاقات الاقتصادية وعودة الشركات التركية مجددًا إلى ليبيا والاستثمار فيها".
ودعا تشاووش أوغلو نظيرته الليبية لحضور منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي سيعقد في الأسبوع الثاني من يونيو/حزيران المقبل.
المنقوش تدعو تركيا لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
من جهتها، دعت المنقوش تركيا "إلى اتخاذ خطوات لتنفيذ مخرجات برلين حول ليبيا وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتعاون معًا في إنهاء وجود كافة القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا حفاظًا على سيادتها".
وأضافت: "نؤكد أهمية مساهمة تركيا في إيقاف الحرب وتثبيت وقف إطلاق النار في عموم البلاد".
وأبرمت تركيا مذكرة تعاون عسكري مع الحكومة الليبية السابقة نهاية عام 2019، كانت وراء النجاح في صدّ هجوم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس ودفعه للانسحاب من غرب ليبيا بالكامل.
كما أكدت وزيرة الخارجية الليبية حرص بلادها على إقامة "شراكات تنمية واقتصادية مميزة مع تركيا"، مجددة التزام الحكومة بمخرجات الحوار السياسي الذي يفضي إلى إجراء انتخابات نهاية العام الحالي.
#مباشر | مؤتمر صحفي مشترك لوزيرة الخارجية الليبية ونظيرها التركي https://t.co/mDm5zvMHAv
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 3, 2021
وتشكّلت السلطة التنفيذية الجديدة، وهي حكومة موحّدة ومجلس رئاسي، ضمن مسار حوار سياسي رعته الأمم المتحدة بداية فبراير/شباط 2020 حتى نيل ثقة البرلمان في مارس/آذار الماضي.
وعلى الرغم من انتهاء القتال بين طرفي النزاع منتصف العام الماضي، وصمود اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن ليبيا لا تزال تقوّضها صراعات نفوذ ووجود قوات أجنبية ومرتزقة، تكرّر السلطات الجديدة والأمم المتحدة وقوى دوليّة المطالبة بانسحابهم "الفوري".
وبحسب الأمم المتحدة، يبلغ عدد القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا نحو 20 ألفًا.
